17
مكاتيب الأئمّة ج7

الحسين بن عليّ القمّيّ 1 ، قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن بنان الطلحيّ الآبيّ ، عن عليّ بن محمّد بن عبدة النيسابوريّ ، قال : حدّثني عليّ بن إبراهيم الرازيّ ، قال : حدّثني الشيخ الموثوق به ( أبو عمرو العمريّ ) 2 بمدينة السلام ، قال : تشاجر ابن أبي غانم القزوينيّ 3 وجماعة من الشيعة في الخَلَف ، فذكر ابن أبي غانم : أنّ أبا محمّد عليه السلام مضى ولا خَلَف له ، ثمّ إنّهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه إلى الناحية ، وأعلموه 4 بما تشاجروا فيه ، فورد جواب كتابهم بخطّه عليه وعلى آبائه السلام :بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم
عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُم مِنَ الضَّلَالة وَالفِتَنِ ، وَوَهَبَ لَنَا وَلَكُم رُوحَ اليَقِينِ ، وَأَجَارَنَا وَإِيَّاكُم مِن سُوءِ المُنقَلَبِ ، إِنَّهُ أُنهِيَ إِلَيَّ ارتِيَابُ جَمَاعَةٍ مِنكُم فِي الدِّينِ ، وَمَا دَخَلَهُم مِنَ الشَّكِّ وَالحَيرَةِ فِي وُلَاةِ أُمُورِهِم ، فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُم لَا لَنَا ، وَسَاءَنَا فِيكُم لَا فِينَا ؛ لأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا وَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَى غَيرِهِ ، وَالحَقُّ مَعَنَا فَلَن يُوحِشَنَا مَن قَعَدَ عَنَّا ، وَنَحنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا ، وَالخَلقُ بَعدَ صَنَائِعِنَا .
يَا هَؤُلَاءِ ! مَا لَكُم فِي الرَّيبِ تَتَرَدَّدُونَ ؟ وَفِي الحَيرَةِ تَنعَكِسُونَ ؟ أَوَ مَا سَمِعتُمُ اللَّهَ عز و جل يَقُولُ : « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنكُمْ » 5 ، أَوَ مَا عَلِمتُم مَا جَاءَت بِهِ الآثَارُ مِمَّا يَكُونُ وَيَحدُثُ فِي أَئِمَّتِكُم عَنِ

1.في البحار : ونسخة « ف » : « الحسين بن محمّد القمّي » .

2.ما بين القوسين زيادة في الاحتجاج .

3.هو محمّد بن عبد اللّه بن أبي غانم القزويني المكنّى بأبي جعفر ، لم نجد له ترجمة في المصادر الرجالية ولا غيرها ، وهو غير أبو غانم بن أبي غانم بن علي الخوانة الّذي وثّقه الشيخ منتجب الدين في فهرسته .

4.في البحار : « واعلموا » .

5.النساء : ۵۹ .


مكاتيب الأئمّة ج7
16

الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام ـ فَقَامَ مَقَامَ آبَائِهِ عليهم السلام يَهدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ ، كَانَ نُوراً سَاطِعاً وَشَهَاباً لَامِعاً وَقَمَراً زَاهراً .
ثُمَّ اختَارَ اللَّهُ عز و جل لَهُ مَا عِندَهُ ، فَمَضَى عَلَى مِنهَاجِ آبَائِهِ عليهم السلام حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ ، عَلَى عَهدٍ عَهِدَهُ ، وَوَصِيَّةٍ أَوصَى بِهَا إِلَى وَصِيٍّ سَتَرَهُ اللَّهُ عز و جل بِأَمرِهِ إِلَى غَايَةٍ ، وَأَخفَى مَكَانَهُ بِمَشِيئَتِهِ لِلقَضَاءِ السَّابِقِ وَالقَدَرِ النَّافِذِ ، وَفِينَا مَوضِعُهُ وَلَنَا فَضلُهُ ، وَلَو قَد أَذِنَ اللَّهُ عز و جل فِيمَا قَد مَنَعَهُ عَنهُ ، وَأَزَالَ عَنهُ مَا قَد جَرَى بِهِ مِن حُكمِهِ لَأَرَاهُمُ الحَقَّ ظَاهِراً بِأَحسَنِ حِليَةٍ ، وَأَبيَنِ دَلَالَةٍ ، وَأَوضَحِ عَلَامَةٍ ، وَلَأَبَانَ عَن نَفسِهِ وَقَامَ بِحُجَّتِهِ .
وَلَكِنَّ أَقدَارَ اللَّهِ عز و جل لَا تُغَالَبُ ، وَإِرَادَتَهُ لَا تُرَدُّ ، وَتَوفِيقَهُ لَا يُسبَقُ ، فَليَدَعُوا عَنهُمُ اتِّبَاعَ الهَوَى ، وَليُقِيمُوا عَلَى أَصلِهِمُ الَّذِي كَانُوا عَلَيهِ ، وَلَا يَبحَثُوا عَمَّا سُتِرَ عَنهُم فَيَأثَمُوا ، وَلَا يَكشِفُوا سَترَ اللَّهِ عز و جل فَيَندَمُوا ، وَليَعلَمُوا أَنَّ الحَقَّ مَعَنَا وَفِينَا لَا يَقُولُ ذَلِكَ سِوَانَا إِلَا كَذَّابٌ مُفتَرٍ ، وَلَا يَدَّعِيهِ غَيرُنَا إِلَا ضَالٌّ غَوِيٌّ ، فَليَقتَصِرُوا مِنَّا عَلَى هَذِهِ الجُملَةِ دُونَ التَّفسِيرِ ، وَيَقنَعُوا مِن ذَلِكَ بِالتَّعرِيضِ دُونَ التَّصرِيحِ ، إِن شَاءَ اللَّهُ . ۱

4

كتابه عليه السلام إلى جماعة من الشيعة

احتجاجه عليه السلام لإمامته لمَن ارتاب فيه

0.أخبرني جماعة ، عن أبي محمّد التلّعُكبريّ ، عن أحمد بن عليّ الرازيّ ، عن

1.كمال الدين : ص ۵۱۰ ح ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۹۰ ح ۱۹ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 46166
صفحه از 238
پرینت  ارسال به