19
مكاتيب الأئمّة ج7

وَفِي ابنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لِي أُسوَةٌ حَسَنَةٌ ، وَسَيُرَدَّى الجَاهِلُ رِدَاءَةَ عَمَلِهِ ، وَسَيَعلَمُ الكَافِرُ لِمَن عُقبَى الدّارِ .
عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُم مِنَ المَهَالِكِ وَالأَسوَاءِ ، وَالآفَاتِ وَالعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحمَتِهِ ، فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَى مَا يَشَاءُ ، وَكَانَ لَنَا وَلَكُم وَلِيّاً وَحَافِظاً ، وَالسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الأَوصِيَاءِ وَالأَولِيَاءِ وَالمُؤمِنِينَ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَسَلَّمَ تَسلِيما . ۱

5

كتابه عليه السلام إلى محمّد بن إبراهيم بن مهزيار

واحتجاجه عليه السلام لإمامته

0.حدّثنا محمّد بن الحسن رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن عليّ بن محمّد الرازيّ المعروف بعلّان الكلينيّ ، قال : حدّثني محمّد بن جبرئيل الأهوازيّ ، عن إبراهيم ومحمّد ابني الفرج ، عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار 2 ، أنّه ورد العراق شاكّا

1.الغيبة للطوسي : ص ۲۸۵ ح ۲۴۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۳۵ ح ۳۴۲ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۳۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۸ ح ۹ .

2.ذكره الشيخ من أصحاب مولانا العسكري عليه السلام ( رجال الطوسي : ص ۴۴۷ الرقم ۱۰۷ ) وكان من وكلاء القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف بعد أبيه ( إعلام الورى : ص ۴۵۴ ) ، كذا قال ابن طاووس في ربيع الشيعة ( حكاه عنه المحقّق الأردبيلي في جامع الرواة : ج ۲ ص ۴۴ ) ، ووسائل الشيعة : ج ۲۰ ص ۳۰۸ ح۹۵۱ ( الطبعة القديمة ) . روى الكشّي بإسناده عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار ، أنّ أباه إبراهيم لمّا حضرته الوفاة دفع إليَّ مالاً وأعطاني علامة ، ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلّا اللّه عز و جل ، وقال : من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال . قال : فخرجت إلى بغداد ونزلت في خان ، فلمّا كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودقّ الباب ، فقلت للغلام : انظر من هذا ؟ فقال : شيخ بالباب ، فقلت : ادخل ، فدخل وجلس ، فقال : أنا العمري ، هات المال الّذي عندك ، وهو كذا وكذا ، ومعه العلامة ! قال : فدفع إليه المال ( راجع : رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۳ الرقم ۱۰۱۵ ) . وروى الكليني عن علي بن محمّد عن محمّد بن حمويه السويداوي ، عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار . قال : شككت عند مضي أبي محمّد عليه السلام ، واجتمع عند أبي مالٌ جليل ، فحمله وركب السفينة ، وخرجت معه مشيّعا ، فوكع وكعا شديدا ، فقال : يابنيّ ردّني فهو الموت ، وقال لي : اتّق اللّه في هذا المال ، وأوصى إليّ فمات ، فقلت في نفسي : لم يكن أبي ليوصي بشيء غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشطّ ، ولا أخبر أحدا بشيء ، وإن وضح لي شيء لوضوحه في أيّام أبي محمّد عليه السلام ، أنفذته وإلّا قصفت به . فقدمت العراق ، واكتريت دارا على الشطّ وبقيت أيّاما ، فإذا أنا برقعة مع رسولٍ فيها : يامحمّد ، معك ( كذا وكذا ) في جوف ( كذا وكذا ) ، حتّى قصّ عليَّ جميع ما معي ممّا لم أحط به علما ، وسلّمته إلى الرسول ، وبقت أيّاما لا يُرفع لي رأس ، واغتتمت ، فخرج إليَّ ؛ قد أقمناك مكان أبيك ، فاحمد اللّه ( راجع : الكافي : ج ۱ ص ۵۱۸ ح ۵ ) ، كذا رواه المفيد قدس سرهوالشيخ مع تفاوت يسير . ( راجع : الإرشاد : ج۲ ص ۳۵۵ ، الغيبة للطوسي ، ص ۲۸۱ ص ۳۳۹ ح۱ ) . قال السيّد الخوئي بعد نقل الخبر : . . . الرواية ضعيفة ؛ فإنّ محمّد بن حمويه مجهول ، على أنّ الرواية عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار نفسه ، وأنّ وكالة محمّد بن إبراهيم بن مهزيار لم تثبت ، على أنّها لا تدلّ على الوثاقة ( راجع : معجم رجال الحديث : ج ۱۵ ص ۲۳۳ ـ ۲۳۴ الرقم ۹۹۶۶ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
18

المَاضِينَ وَالبَاقِينَ مِنهُم عليهم السلام ؟ أَوَ مَا رَأَيتُم كَيفَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُم مَعَاقِلَ تَأوُونَ إِلَيهَا ، وَأَعلَاماً تَهتَدُونَ بِهَا ، مِن لَدُن آدَمَ عليه السلام إِلَى أَن ظَهَرَ المَاضِي عليه السلام ؟ كُلَّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ ، وَإِذَا أَفَلَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ ، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيهِ ظَنَنتُم أَنَّ اللَّهَ أَبطَلَ دِينَهُ ، وَقَطَعَ السَّبَبَ بَينَهُ وَبَينَ خَلقِهِ ، كَلَا مَا كَانَ ذَلِكَ وَلَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَيَظهَرَ أَمرُ اللَّهِ وَهُم كَارِهُونَ .
وَإِنَّ المَاضِيَ عليه السلام مَضَى سَعِيداً فَقِيداً عَلَى مِنهَاجِ آبَائِهِ عليهم السلام حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ ، وَفِينَا وَصِيَّتُهُ وَعِلمُهُ ، وَمَن هُوَ خَلَفُهُ ، وَمَن يَسُدُّ مَسَدَّهُ ، وَلَا يُنَازِعُنَا مَوضِعَهُ إِلَا ظَالِمٌ آثِمٌ ، وَلَا يَدَّعِيهِ دُونَنَا إِلَا جَاحِدٌ كَافِرٌ ، وَلَولَا أَنَّ أَمرَ اللَّهِ لَا يُغلَبُ ، وَسِرَّهُ لَا يَظهَرُ وَلَا يُعلَنُ ، لَظَهَرَ لَكُم مِن حَقِّنَا مَا تَبِينُ مِنهُ عُقُولُكُم ، وَيُزِيلُ شُكُوكَكُم ، لَكِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ .
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَسَلِّمُوا لَنَا ، وَرُدُّوا الأَمرَ إِلَينَا ، فَعَلَينَا الإِصدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الإِيرَادُ ، وَلَا تُحَاوِلُوا كَشفَ مَا غُطِّيَ عَنكُم ، وَلَا تَمِيلُوا عَنِ اليَمِينِ وَتَعدِلُوا إِلَى الشِّمَالِ ، وَاجعَلُوا قَصدَكُم إِلَينَا بِالمَوَدَّةِ عَلَى السُنَّةِ الوَاضِحَةِ ، فَقَد نَصَحتُ لَكُم ، وَاللَّهُ شَاهِدٌ عَلَيَّ وَعَلَيكُم ، وَلَولَا مَا عِندَنَا مِن مَحَبَّةِ صَلَاحِكُم ۱ وَرَحمَتِكُم ، وَالإِشفَاقِ عَلَيكُم ، لَكُنَّا عَن مُخَاطَبَتِكُم فِي شُغُلٍ مِمَّا قَدِ امتُحِنَّا بِهِ مِن مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ العُتُلِّ ۲ الضَّالِّ المُتَتَابِعِ فِي غَيِّهِ ، المُضَادِّ لِرَبِّهِ ، الدَّاعِي مَا لَيسَ لَهُ ، الجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ ، الظَّالِمِ الغَاصِبِ .

1.في الاحتجاج : «صاحبكم» بدل «صلاحكم» .

2.العُتُلُّ : وهو الشديد الجافي ، والفَظّ الغليظ من الناس (النهاية : ج ۳ ص ۱۸۰) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 46162
صفحه از 238
پرینت  ارسال به