191
مكاتيب الأئمّة ج7

السَّوَابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ ، كَثِيرَ المَنَاقِبِ ، مَحمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزِيلَ المَوَاهِبِ ، حَلِيمٌ رَشِيدٌ مُنِيبٌ ، جَوَادٌ عَلِيمٌ شَدِيدٌ ، إِمَامٌ شَهِيدٌ أَوَّاهٌ ۱ مُنِيبٌ ، حَبِيبٌ مَهِيبٌ .
كُنتَ لِلرَّسُولِ صلى الله عليه و آله وَلَداً ، وَلِلقُرآنِ مُنقِداً ، وَلِلأُمَّةِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَةِ مُجتَهِداً ، حَافِظاً لِلعَهدِ وَالمِيثَاقِ ، نَاكِباً ۲ عَنِ سُبُلِ الفُسَّاقِ ، وَبَاذِلاً لِلمَجهُودِ ، طَوِيلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.
زَاهِداً فِي الدُّنيَا زُهدَ الرَّاحِلِ عَنهَا ، نَاظِراً إِلَيهَا بِعَينِ المُستَوحِشِينَ مِنهَا ، آمَالُكَ عَنهَا مَكفُوفَةٌ ، وَهِمَّتُكَ عَن زِينَتِهَا مَصرُوفَةٌ ، وَإِلحَاظُكَ عَن بَهجَتِهَا مَطرُوفَةٌ ۳ ، وَرَغبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعرُوفَةٌ ، حَتَّى إِذَا الجَورُ مَدَّ بَاعَهُ ، وَأَسفَرَ الظُّلمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الغَيُّ أَتبَاعَهُ ، وَأَنتَ فِي حَرَمِ جَدِّكَ قَاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ ، جَلِيسُ البَيتِ وَالمِحرَابِ ، مُعتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ ، تُنكِرُ المُنكَرَ بِقَلبِكَ وَلِسَانِكَ عَلَى قَدَرِ طَاقَتِكَ وَإِمكَانِكَ ، ثُمَّ اقتَضَاكَ العِلمُ لِلإِنكَارِ ، وَلَزِمَكَ أَن تُجَاهِدَ الفُجَّارَ ، فَسِرتَ فِي أَولَادِكَ وَأَهَالِيكَ ، وَشِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ ، وَصَدَعتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ ، وَدَعَوتَ إِلَى اللَّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأَمَرتَ بِإِقَامَةِ الحُدُودِ ، وَالطَّاعَةِ لِلمَعبُودِ ، وَنَهَيتَ عَنِ الخَبَائِثِ وَالطُّغيَانِ ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلمِ وَالعُدوَانِ .
فَجَاهَدتَهُم بَعدَ الإِيعَاظِ لَهُم ، وَتَأ كِيدِ الحُجَّةِ عَلَيهِم ، فَنَكَثُوا ۴ ذِمَامَكَ وَبَيعَتَكَ ،

1.الأوَّاه : المتأوّه المُتضَرِّع ، وقيل : الكثير الدعاء (النهاية : ج ۱ ص ۸۲) .

2.نَكَب عنه : أي عَدَل عنه واعتزله ( الصحاح : ج ۱ ص ۲۲۸ ) .

3.طَرَفَه عنه : أي صرفه وردّه ( الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۵ ) .

4.النَّكث : نقض العهد (النهاية : ج ۵ ص ۱۱۴) .


مكاتيب الأئمّة ج7
190

بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ؛ حَسرَةً عَلَيكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُّفاً ، حَتَّى أَمُوتَ بِلَوعَةِ المُصَابِ وَغُصَّةِ الِاكتِئَابِ .
أَشهَدُ أَنَّكَ قَدأَقَمتَ الصَّلَاةَ ، وَآتَيتَ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرتَ بِالمَعرُوفِ ، وَنَهَيتَ عَنِ المُنكَرِ وَالعُدوَانِ ، وَأَطَعتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيتَهُ ، وَتَمَسَّكتَ بِهِ وَبِحَبلِهِ فَأَرضَيتَهُ وَخَشِيتَهُ ، وَرَاقَبتَهُ وَاستَجَبتَهُ ، وَسَنَنتَ السُّنَنَ ، وَأَطفَأتَ الفِتَنَ ، وَدَعَوتَ إِلَى الرَّشَادِ ، وَأَوضَحتَ سُبُلَ السَّدَادِ ، وَجَاهَدتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الجِهَادِ .
وَكُنتَ لِلَّهِ طَائِعاً ، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله تَابِعاً وَلِقَولِ أَبِيكَ سَامِعاً ، وَإِلَى وَصِيَّةِ أَخِيكَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَلِلطُّغيَانِ قَامِعاً ، وَلِلطُّغَاةِ مُقَارِعاً ، وَلِلأُمَّةِ نَاصِحاً ، وَفِي غَمَرَاتِ المَوتِ سَابِحاً ، وَلِلفُسَّاقِ مُكَافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً ، وَلِلإِسلَامِ وَالمُسلِمِينَ رَاحِماً ، وَلِلحَقِّ نَاصِراً ، وَعِندَ البَلَاءِ صَابِراً ، وَلِلدِّينِ كَالِئاً ۱ ، وَعَن حَوزَتِهِ مُرَامِياً ، وَعَن شَرِيعَتِهِ مُحَامِياً .
تَحُوطُ الهُدَى وَتَنصُرُهُ ، وَتَبسُطُ العَدلَ وَتَنشُرُهُ ، وَتَنصُرُ الدِّينَ وَتُظهِرُهُ ، وَتَكُفُّ العَابِثَ وَتَزجُرُهُ ، وَتَأخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّرِيفِ ، وَتُسَاوِي فِي الحُكمِ بَينَ القَوِيِّ وَالضَّعِيفِ .
كُنتَ رَبِيعَ الأَيتَامِ ، وَعِصمَةَ الأَنَامِ ، وَعِزَّ الإِسلَامِ ، وَمَعدِنَ الأَحكَامِ ، وَحَلِيفَ الإِنعَامِ ، سَالِكاً طَرَائِقَ جَدِّكَ وَأَبِيكَ ، مُشَبَّهاً فِي الوَصِيَّةِ لِأَخِيكَ ، وَفِيَّ الذِّمَمِ ۲ رَضِيَّ الشِّيَمِ ۳ ، ظَاهِرَ الكَرَمِ ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ ، قَوِيمَ الطَّرَائِقِ ، كَرِيمَ الخَلَائِقِ ، عَظِيمَ

1.كَلَأه : أي حفظه وحرسه ( الصحاح : ج ۱ ص ۶۹ ) .

2.الذِّمّة والذِّمام : وهما بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸) .

3.الشِّيمَة : الخُلق ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۴ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 54568
صفحه از 238
پرینت  ارسال به