197
مكاتيب الأئمّة ج7

ثُمَّ تَوَجَّه إِلَى القِبلَةِ وَصَلِّ رَكعَتَينِ ، وَاقرَأ فِي الأُولَى سُورَةَ الأَنبِيَاءِ ، وَفِي الثَّانِيَةِ الحَشرَ ، وَتَقنُتُ فَتَقُولُ :
لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبعِ وَالأَرَضِينَ السَّبعِ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَينَهُنَّ ، خِلَافاً لِأَعدَائِهِ ، وَتَكذِيباً لِمَن عَدَلَ بِهِ ، وَإِقرَاراً لِرُبُوبِيَّتِهِ ، وَخُشُوعاً لِعِزَّتِهِ ، الأَوَّلُ بِغَيرِ أَوَّلٍ ، وَالآخِرُ بِغَيرِ آخِرٍ ، الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ بِقُدرَتِهِ ، البَاطِنُ دُونَ كُلِّ شَيءٍ بِعِلمِهِ وَلُطفِهِ ، لَا تَقِفُ العُقُولُ عَلَى كُنهِ عَظَمَتِهِ ، وَلَا تُدرِكُ الأَوهَامُ حَقِيقَةَ مَاهِيَّتِهِ ، وَلَا تَتَصَوَّرُ الأَنفُسُ مَعَانِيَ كَيفِيَّتِهِ ، مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمَائِرِ ، عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ ، يَعلَمُ خَائِنَةَ الأَعيُنِ وَمَا تُخفِي الصُّدُورُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أُشهِدُكَ عَلَى تَصدِيقِي رَسُولَكَ صلى الله عليه و آله ، وَإِيمَانِي بِهِ ، وَعِلمِي بِمَنزِلَتِهِ ، وَإِنِّي أَشهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي نَطَقَتِ الحِكمَةُ بِفَضلِهِ ، وَبَشَّرَتِ الأَنبِيَاءُ بِهِ ، وَدَعَت إِلَى الإِقرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ ، وَحَثَّت عَلَى تَصدِيقِهِ بِقَولِهِ تَعَالَى : « الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجِيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتِي كانَت عَلَيهِم»۱ .
فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَينِ ، وَسَيِّدِ الأَنبِيَاءِ المُصطَفَينَ ، وَعَلَى أَخِيهِ وَابنِ عَمِّهِ الَّذِينَ لَم يُشرِكَا بِكَ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً ، وَعَلَى فَاطِمَةَ الزَّهرَاءِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِينَ ، وَعَلَى سَيِّدَي شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، صَلَاةً خَالِدَةَ الدَّوَامِ ، عَدَدَ قَطرِ الرِّهَامِ ۲ ، وَزِنَةَ الجِبَالِ وَالآكَامِ ، مَا أَورَقَ السَّلَامُ ۳ ، وَاختَلَف الضِّيَاءُ

1.الأعراف : ۱۵۷ .

2.الرَّهمَة : المَطرة الضعيفة الدائمة ، والجمع : رهام ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۳۹ ) .

3.السَّلام والسِّلام : شجر ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۵۱ ) .


مكاتيب الأئمّة ج7
196

عَيباً إِلَا سَتَرتَهُ ، وَلَا غَمّاً إِلَا كَشَفتَهُ ، وَلَا رِزقاً إِلَا بَسَطتَهُ ، وَلَا جَاهاً إِلَا عَمَرتَهُ ، وَلَا فَسَاداً إِلَا أَصلَحتَهُ ، وَلَا أَمَلاً إِلَا بَلَّغتَهُ ، وَلَا دُعَاءً إِلَا أَجَبتَهُ ، وَلَا مُضَيَّقاً إِلَا فَرَّجتَهُ ، وَلَا شَملاً ۱ إِلَا جَمَعتَهُ ، وَلَا أَمراً إِلَا أَتمَمتَهُ ، وَلَا مَالاً إِلَا كَثَّرتَهُ ، وَلَا خُلُقاً إِلَا حَسَّنتَهُ ، وَلَا إِنفَاقاً إِلَا أَخلَفتَهُ ، وَلَا حَالاً إِلَا عَمَّرتَهُ ، وَلَا حَسُوداً إِلَا قَمَعتَهُ ، وَلَا عَدُوّاً إِلَا أَردَيتَهُ ، وَلَا شَرّاً إِلَا كَفَيتَهُ ، وَلَا مَرَضاً إِلَا شَفَيتَهُ ، وَلَا بَعِيداً إِلَا أَدنَيتَهُ ، وَلَا شَعِثاً ۲ إِلَا لَمَمتَهُ ، وَلَا سُؤَالاً إِلَا أَعطَيتَهُ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيرَ العَاجِلَةِ وَثَوَابَ الآجِلَةِ . اللَّهُمَّ أَغنِنِي بِحَلَالِكَ عَنِ الحَرَامِ ، وَبِفَضلِكَ عَن جَمِيعِ الأَنَامِ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عِلماً نَافِعاً وَقَلباً خَاشِعاً ، وَيَقِيناً شَافِياً وَعَمَلاً زَاكِياً ، وَصَبراً جَمِيلاً وَأَجراً جَزِيلاً .
اللَّهُمَّ ارزُقنِي شُكرَ نِعمَتِكَ عَلَيَّ ، وَزِد فِي إِحسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ ، وَاجعَل قَولِي فِي النَّاسِ مَسمُوعاً ، وَعَمَلِي عِندَكَ مَرفُوعاً ، وَأَثَرِي فِي الخَيرَاتِ مَتبُوعاً ، وَعَدُوِّي مَقمُوعاً ۳ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَخيَارِ ، فِي آنَاءِ اللَّيلِ وَأَطرَافِ النَّهَارِ ، وَاكفِنِي شَرَّ الأَشرَارِ ، وَطَهِّرنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالأَوزَارِ ۴ ، وَأَجِرنِي مِنَ النَّارِ ، وَأَدخلنِي دَارَ القَرَارِ ، وَاغفِر لِي وَلِجَمِيعِ إِخوَانِي فِيكَ ، وَأَخَوَاتِيَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ ، بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ .

1.جمع اللّه شملَه : أي ما تَشَتَّتَ من أمره ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۷۸ ) .

2.تَلُمّ بها شَعَثي : أي تجمع بها ما تفرّق من أمري (النهاية : ج ۲ ص ۴۷۸) .

3.قَمَعتُه قَمعا : أذلَلتُه ( المصباح المنير : ص ۵۱۶ ) .

4.الوِزر : الإثم والثِّقل ( الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۵ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج7
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    الاولي
تعداد بازدید : 46929
صفحه از 238
پرینت  ارسال به