صحبت رجلاً من أهل السواد ومعه مال للغريم عليه السلام فأنفذه فردّ عليه ، وقيل له :أَخرِج حَقَّ وُلدِ عَمِّكَ مِنهُ ، وَهُوَ أَربَعمِئَةِ دِرهَمٍ .
فبقي الرجل متحيّراً باهتاً متعجّباً ونظر في حساب المال وكانت في يده ضيعة لولد عمّه قد كان ردّ عليهم بعضها وزوى عنهم بعضها ، فإذا الّذي نضّ لهم من ذلك المال أربعمئة درهم كما قال عليه السلام ، فأخرجه وأنفذ الباقي فقُبل . 1
30
كتابه عليه السلام إلى نصر بن الصباح البلخيّ
0.حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن عليّ بن محمّد الرازيّ ، عن نصر بن الصبّاح البَلخيّ 2 ، قال : كان بمَرو كاتب كان
1.كمال الدين : ص ۴۸۶ ح ۶ ، دلائل الإمامة : ص ۵۲۵ ح ۴۹۸ ، الثاقب في المناقب : ص ۵۹۷ ح ۵۴۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۲۶ ح ۴۵ ، وراجع : الكافي : ج ۱ ص ۵۱۹ ح ۸ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۳۵۶ ، الإمامة والتبصرة : ص۱۴۰ ، إعلام الورى : ص ۴۴۶ .
2.نصر بن الصبّاح البلخي ، المُكنّى بأبي القاسم ، من أهل بلخ ، روى عنه العيّاشي ، وفي مذهبه متّهم بالغلوّ ( رجال الكشّي : ج ۱ ص ۷۰ الرقم ۴۲ ) . له كتاب معرفة الناقلين وكتاب فرق الشيعة ، وكان من مشايخ أبي عمرو محمّد بن عمرو بن عبد العزيز الكشّي ( طبقات أعلام الشيعة ، القرن الرابع : ص۳۲۴ ) .
قال النجاشي في ترجمته : « إنّه غالي المذهب ، روى عن العيّاشي » ( رجال النجاشي : ص ۴۲۸ الرقم ۱۱۴۹ ) .
وقال العلّامة : « ونصر بن الصبّاح ضعيف لا أعتبر بقوله » . وقال : « إنّه غالي المذهب ، وكان كثير الرواية » ( خلاصة الأقوال : ص ۲۶۲ الرقم ۲ ) .
ذكره ابن داوود في عداد المجروحين ، قائلاً : « إنّه غالٍ » ( رجال ابن داوود ، ص ۲۸۲ الرقم ۵۳۲ ) .
حكى العلّامة البهباني في ترجمة فارس بن حاتم : « إن نصر بن الصبّاح كتب كتابا في الردّ على الغلاة » ( تعليقة الوحيد : ص۲۵۷ ) .
فيمكن القول بأنّ نسبة الغلوّ إليه من الكشّي والنجاشي وابن الغضائري من جهة أنّ كثيرا من القدماء ـ ولا سيّما من القمّيّين منهم وابن الغضائري ـ يعتقدون في الأئمّة عليهم السلام منزلة خاصّة من الرفعة بحسب اجتهادهم ، وما كانوا يجوزون التعدّي عنها ، بل كانوا يعدّون التعدّي عنها ارتفاعا وغلوّا على حسب اعتقادهم ، كما عن الصدوق ومشيخة أبو الوليد من الحكم بالغلوّ فيمن أنكر سهو النبيّ صلى الله عليه و آله ( كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۲۳ ح۱۰۳۱ أحكام السهو في الصلاة ) .
ونسبة الغلوّ من أصلها منه لعلّها من جهة الاعتماد على الكشّي والنجاشي وابن الغضائري ، بل هو الظاهر ، كيف لا والعلّامة كثير المتابعة للنجاشي تحصيلاً ونقلاً ؟ ! . . . بل كثرة رواية الكشّي تدلّ على حسن حاله ، بل حكم بعض الأعلام بأنّ الظاهر من كثير من الروايات المروية عنه من الكشّي براءته من الغلوّ ( راجع : الرسائل الرجالية : ج۳ ص۳۳۷ ) .