توحید (يگانگى خدا) - صفحه 12

۹۹.التوحيد عن الحسين بن خالد : سَمِعتُ الرِّضا عَليَّ بنَ موسى‏ عليه السلام يَقولُ : لَم يَزَلِ اللَّهُ - تَبارَكَ وتَعالى - عَليماً قادِراً حَيّاً قَديماً سَميعاً بَصيراً .
فَقُلتُ لَهُ : يا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، إِنَّ قَوماً يَقولونَ : إِنَّهُ عزّ و جلّ لَم يَزَل عالمِاً بِعِلمٍ ، وقادِراً بِقُدرَةٍ ، وحَيّاً بِحَياةٍ ، وقَديماً بِقِدَمٍ ، وسَميعاً بِسَمعٍ ، وبَصيراً بِبَصَرٍ .
فَقالَ عليه السلام : مَن قالَ ذلِكَ ودانَ بِهِ فَقَدِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ آلهَةً اُخرى ، ولَيسَ مِن وِلايَتِنا عَلى شَي‏ءٍ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : لَم يَزَلِ اللَّهُ عزّ و جلّ عَليماً قادِراً حَيّاً قَديماً سَميعاً بَصيراً لِذاتِهِ ، تَعالى عَمّا يَقولُ المُشرِكونَ والمُشَبِّهونَ عُلُوّاً كَبيراً . ۱

د - دَليلُ التَّوحيدِ

۱۰۰.الإمام الرضا عليه السلام- لَمّا سَأَلَه رَجُلٌ مِنَ الثَّنَوِيَّةِ : إِنَّ صانِعَ العالَمِ اثنانِ ، فَما الدَّليلُ عَلى أنَّهُ واحِدٌ؟ قالَ - : قَولُكَ : إنَّهُ اثنانِ دَليلٌ عَلى أنَّهُ واحِدٌ ؛ لِأنَّكَ لَم تَدَّعِ الثّانيَ إِلّا بَعدَ إثباتِكَ الواحِدَ ، فالواحِدُ مُجمَعٌ عَلَيهِ ، وأكثَرُ مِن واحِدٍ مُختَلَفٌ فيهِ .۲

۱۰۱.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرِّضا عليه السلام- في عِلَّةِ لُزومِ الإقرارِ بِأنَّ اللّهَ لَيسَ كَمِثلِهِ شَي‏ءٌ - : فإن قالَ (قائِلٌ) ، فَلِمَ وَجَبَ عَلَيهِمُ الإقرارُ والمَعرِفَةُ بأنّ اللَّه تَعالى واحدٌ أحدٌ؟ قيلَ : لِعِلَلٍ :
مِنها : إنّهُ لَو لَم يَجِب عَلَيهِمُ الإِقرارُ وَالمَعرفَةُ ، لجازَ لَهُم أن يَتَوَهَّموا مُدَبّرين أو أكثَرَ من ذَلِكَ ، وإذا جازَ ذَلِكَ لَم يَهتَدوا إلَى الصّانِعِ لَهُم مِن غَيرِهِ ؛ لأنَّ كُلَّ إنسانٍ مِنهُم كانَ لا يَدري ؛ لأنَّه إنَّما يَعبُدُ غَيرَ الَّذي خَلقَهَ ويُطيعُ غَيرَ أمرِهِ ، فلا يَكونونَ عَلى حَقيقَةٍ مِن صانِعِهِم وخالِقِهِم ، ولا يَثبُتُ عِندَهُم أمرُ آمرٍ ولا نَهيُ ناهٍ إذا لا يُعرفُ الآمِرُ بِعَينِهِ ولَا النّاهي مِن غَيرِهِ .
ومِنها : إنَّه لو جازَ أن يَكونَ اثنَينِ ، لَم يَكُن أحدُ الشَّريكَينِ أولى بِأن يُعبَدَ ويُطاعَ مِنَ الآخرِ ، وفي إجازَة أن يُطاعَ ذَلِكَ الشَّريكُ إجازَةُ أن لا يُطاع اللَّهُ ، وفي إجازَةِ أن لا يُطاعَ اللَّهُ عزّ و جلّ كُفرٌ باللَّهِ وبِجَميعِ كُتُبه ورُسُلهِ ، وإثباتُ كُلِّ باطِلٍ ، وتَركُ كُلِّ حَقٍّ ، وتَحليلُ كُلِّ حَرامٍ ، وتَحريمُ كُلِّ حَلالِ ، والدُّخولُ في كُلِّ مَعصِيةٍ ، وَالخُروجُ مِن كُلِّ طاعَةٍ ، وإباحَةُ كُلّ فَسادٍ ، وإبطالُ كُلِّ حَقٍّ .
ومِنها : إنَّهُ لو جازَ أن يَكونَ أكثَرَ مِن واحدٍ ، لَجازَ لإبليسَ أن يَدَّعِيَ أنَّهُ ذلِكَ الآخَرُ ؛ حَتّى يُضادَّ اللَّهَ تَعالى في جَميعِ حُكمِهِ ، ويَصرِفَ العِبادَ إلى نَفسِهِ ، فَيكونَ في ذلِكَ أعظَمُ الكُفرِ وأشَدُّ النِّفاقِ .
فَإِن قالَ (قائِلٌ) : فَلِمَ وَجَبَ عَلَيهِمُ الإقرارُ بِاللَّهِ بأنَّه لَيسَ كَمِثلِهِ شي‏ءٌ؟ قيلَ : لِعِلَلٍ :
مِنها : أن لا يَكونوا قاصِدينَ نَحوَهُ بِالعِبادَةِ وَالطّاعَةِ دونَ غَيرهِ ؛ غير مُشتَبَهٍ عَلَيهِم أمرُ ربِّهِم وصانِعِهِم ورازِقِهِم . وأنَّهُم لولم يَعلَموا أنَّهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَي‏ءٌ لم يَدروا لَعَلَّ رَبَّهُم وصانِعَهُم هَذِهِ الأَصنامُ الَّتي نَصَبها لَهُم آباؤُهُم - والشَّمسُ والقَمَرُ والنّيرانُ ، إذا كانَ جائِزاً أن يَكونَ عَلَيهِم مُشتَبَهُ ، وكانَ يَكونُ في ذلِكَ الفَسادُ ، وتَركُ طاعاتِهِ كُلِّها ، وَارتِكابُ مَعاصيهِ كُلِّها على قَدرِ ما يَتَناهى إلَيهِم مِن أخبارِ هذِهِ الأَربابِ وأمرِها ونَهيِها .
و مِنها : إنَّهُ لَو لَم يَجِب عَلَيهِم أن يَعرِفوا أنَّهُ لَيسَ كَمِثلِهِ شَي‏ءٌ لَجازَ عِندَهُم أن يَجريَ عَلَيهِ ما يَجري عَلَى المَخلوقينَ ؛ مِنَ العَجزِ وَ الجَهلِ وَ التَّغَيُّرِ وَ الزَّوالِ وَ الفَناءِ و الكِذبِ وَ الاعتِداءِ ، و مَن جازَت عَلَيهِ هذِهِ الأشياءُ لَم يُؤمَن فَناؤهُ و لَم يوثَق بِعَدلِهِ ، و لَم يُحَقَّق قَولُهُ و أمرُهُ و نَهيُهُ و وَعدُهُ و وَعيدُهُ و ثَوابُهُ و عِقابُهُ ، و في ذلكَ فَسادُ الخَلقِ و إبطالُ الرُّبوبيَّةِ .۳

1.التوحيد : ص ۱۴۰ ح ۳ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۱۹ ح ۱۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۳۵۲ ح ۴۲۸ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۸۴ ح ۲۹۱ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۶۲ ح ۱ .

2.التوحيد : ص ۲۷۰ ح ۶ عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۸ ح ۱۸ .

3.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج‏۲ ص‏۱۰۲ ح‏۱ ، بحار الأنوار : ج‏۳ ص‏۱۱ ح‏۲۳ .

صفحه از 18