۹۰.التوحيد عن محمّد بن عيسى بن عبيد : قال لي أبو الحَسَنِ عليه السلام : ما تَقولُ إذا قيلَ لَكَ : أخبِرني عَنِ اللَّهِ عزّ و جلّ شَيءٌ هُوَ أم لا؟
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : قَد أثبَتَ اللَّهُ عزّ و جلّ نَفسَهُ شَيئاً ، حَيثُ يَقولُ : «قُلْ أَىُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ»۱ ، فَأَقولُ : إِنَّهُ شَيءٌ لا كَالأَشياءِ ؛ إِذ في نَفيِ الشَّيئيَّةِ عَنهُ إبطالُهُ ونَفيُهُ .
قالَ لي : صَدَقتَ وأصَبتَ .
ثُمَّ قالَ ليَ الرِّضا عليه السلام : لِلنّاسِ فِي التَّوحيدِ ثَلاثَةُ مَذاهِبَ : نَفيٌ ، وتَشبيهٌ ، وإثباتٌ بِغَيرِ تَشبيهٍ . فَمَذهَبُ النَّفيِ لا يَجوزُ ، ومَذهَبُ التَّشبيهِ لا يَجوزُ ؛ لِأَنَّ اللّهَ - تَبارَكَ وتَعالى - لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، وَالسَّبيلُ فِي الطَّريقَةِ الثّالِثَةِ ؛ إثباتٌ بِلا تَشبيهٍ .۲
۹۱.تفسير العياشي عن هشام المشرقيّ : كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الخُراسانِيِّ عليه السلام : رَجُلٌ يَسأَلُ عَن مَعانٍ فِي التَّوحيدِ ، قالَ : فَقالَ لي : ما تَقولُ إذا قالوا لَكَ أخبِرنا عَنِ اللَّهِ ؛ شَيءٌ هُوَ أم لا شَيءٌ؟
قالَ : فَقلتُ : إنّ اللّهَ أثبَتَ نَفسهُ شَيئاً ، فَقالَ : «قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ» ، لا أقولُ شَيئاً كَالأَشياءِ ، أو نَقولُ : إنَّ اللَّهَ جِسمٌ .
فَقالَ : وَما الّذي يَضعُفُ فيهِ مِن هَذا إنّ اللَّهَ جِسمٌ لا كَالأجسامِ ولا يُشبَهُهُ شَيءٌ مِنَ المَخلوقينَ! قالَ : ثُمّ قالَ : إنَّ لِلنّاسِ فِي التَّوحيدِ ثَلاثَةَ مَذاهِبَ : مَذهَبُ نَفيٍ ، و مَذهَبُ تَشبيهٍ ، ومَذهَبُ إِثباتٍ بِغَيرِ تَشبيهٍ ، فَمَذهَبُ النَّفي لايَجوزُ ، وَمَذهَبُ التَّشبيهِ لايَجوزُ ؛ وذلِكَ أنَّ اللَّهَ لايُشبِهُهُ شَيءٌ ، وَالسَّبيلُ في ذلِكَ الطَّريقَةُ الثّالِثَةُ ؛ وذلِكَ أنَّه مُثبَتٌ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، وهوَ كَما وَصَفَ نَفسَهُ : أحَدٌ ، صَمَدٌ ، نورٌ .۳
1.الأنعام : ۱۹ .
2.التوحيد : ص ۱۰۷ ح ۸ و ص۱۰۱ ح۱۰ عن العبّاسي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۶۲ ح ۱۹ .
3.تفسير العيّاشي : ج۱ ص۳۵۶ ح۱۱ .