توحید (يگانگى خدا) - صفحه 6

۹۲.الإمام الرضا عليه السلام : لَيسَ اللَّهَ عَرَفَ مَن عَرَفَ بِالتَّشبيهِ ذاتَهُ ، ولا إيّاهُ وَحَّدَ مَنِ اكتَنَهَهُ ، ولا حَقيقَتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ ، ولا بِهِ صَدَّقَ مَن نَهّاهُ .۱

۹۳.التوحيد عن جعفر بن محمّد الأشعريّ عن فتح بن يزيد الجرجانيّ :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام أسأَلَهُ عَن شَي‏ءٍ مِنَ التَّوحيدِ ، فَكَتَبَ إليَّ بِخَطِّهِ - قالَ جَعفَرٌ : و إنّ فَتحاً أخرَجَ إليَّ الكِتابَ فَقَرَأتهُ بِخَطِّ أبِي الحَسَنِ عليه السلام - :
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم . الحَمدُ للَّهِ المُلهِمِ عِبادَهُ الحَمدَ ، وفاطِرِهِم عَلى مَعرِفَةِ رُبوبِيَّتِهِ ، الدّالِّ عَلى وُجودِهِ بِخَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى أزَلِهِ ، وبِأشباهِهِم عَلى‏ أن لا شِبهَ لَهُ ، المُستَشهِدِ آياتِهِ عَلى قُدرَتِهِ ، المُمتَنِعِ مِنَ الصِّفاتِ ذاتُهُ ، ومِنَ الأبصارِ رُؤيَتُهُ ، ومِنَ الأَوهامِ الإِحاطَةُ بِهِ ، لا أمَدَ لِكَونِهِ ، ولا غايَةَ لِبَقائِه .
لا يَشمُلُهُ المَشاعِرُ ، ولا يَحجُبُه الحِجابُ ؛ فَالحِجابُ بَينَهُ وبَينَ خَلقِهِ لاِمتِناعِهِ مِمّا يُمكِنُ في ذَواتِهِم ، ولإِمكانَ ذَواتِهِم مِمِّا يَمتَنِعُ مِنهُ ذاتُهُ ، ولافتِراقِ الصّانِعِ وَ المَصنوعِ ، وَالرَّبِّ و المَربوبِ ، وَالحادِّ وَ المَحدودِ .
أحَدٌ لا بِتَأويلِ عَدَدٍ ، الخالِقُ لا بِمَعنى حَرَكَةٍ ، السَّميعُ لا بِأداةٍ ، البَصيرُ لا بِتَفريقِ آلَةٍ ، الشّاهِدُ لا بِمُماسَّةٍ ، البائِنُ لا بِبَراحِ مَسافَةٍ ، الباطِنُ لا بِاجتِنانٍ ، الظّاهِرُ لا بمُحاذٍ ، الّذي قَد حَسَرَت دونَ كُنهِهِ نَواقِدُ الأَبصارِ ، وَامتَنَعَ وُجودُهُ جَوائِلَ الأَوهامِ .
أوَّلُ الدّيانَةِ مَعرِفَتُهُ ، وكَمالُ المَعرِفَةِ تَوحيدُهُ ، وكَمالُ التَّوحيدِ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ ؛ لِشَهادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أنَّها غَيرُ المَوصوفِ ، وشَهادَةِ المَوصوفِ أنَّهُ غَيرُ الصِّفَةِ ، وشَهادَتِهِما جَميعاً عَلى أنفُسِهِما بِالبَيِّنَةِ المُمتَنِعِ مِنها الأزَلُ . فَمَن وَصَفَ اللّهَ فَقَد حَدَّهُ ، ومَن حَدَّهُ فَقَد عَدَّهُ ، ومَن عَدَّهُ فَقَد أبطَلَ أزَلَهُ ، ومَن قالَ : «كَيف؟» فَقَدِ استوصَفَهُ ، ومَن قالَ : «عَلامَ؟» فَقَد حَمَلَهُ ، ومَن قالَ : «أينَ؟» فَقَد أخلى مِنهُ ، ومَن قالَ : «إلامَ؟» فَقَد وَقَّتَهُ .
عالِمٌ إِذ لا مَعلومَ ، وخالِقٌ إذ لا مَخلوقَ ، ورَبٌّ إِذ لا مَربوبَ ، وإلهٌ إِذ لا مَألوهَ ، وكَذلِكَ يوصَفُ رَبُّنا ، وهوَ فَوقَ ما يَصِفُهُ الواصِفونَ .۲

1.التوحيد : ص ۳۵ ح ۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۵۰ ح ۵۱ كلاهما عن القاسم بن أيّوب العلوي ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۲۲۸ ح ۳ .

2.التوحيد : ص‏۵۶ ح‏۱۴ ، الكافي : ج‏۱ ص‏۱۳۹ ح‏۵ عن إسماعيل بن قتيبة عن الإمام الصادق عن الإمام عليّ عليهما السلام ، بحار الأنوار : ج‏۴ ص‏۲۸۴ ح‏۱۷ .

صفحه از 18