براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 230

(فصل)

وإذا تحقّقت أنّ هذه الأحاديث لم يثبت شي ءٌ منها البتّة ، فاعلم أنّها مندفعة أيضاً من وجوهٍ عديدةٍ نذكرها مستعينين بحول الله تعالى وقوّته .
فأوّل ما يُبطلها ويدفعها ما رواه الهادي إلى الحقّ يحيى بن الحسين بن القاسم بإسناده إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه الصلاة والسلام أنّه قال : ثلاثٌ ما فعلتهنّ قطّ ولا أفعلهنّ أبداً : ما عبدتُ وَثَناً قطّ ، وذلك لأنّي لم أكن لأعبد ما يضرنّي ولا ينفعني ، ولا زنيتُ قطّ ، وذلك لأنّي أكره في حُرمة غيري ما أكره في حُرمتيّ ، ولا شربتُ خمراً قطّ ، وذلك أنّي لما يزيد في عقلي أحوج منّي إلى ما ينقص منه ۱ .
وعن بُريدة الأسلميّ قال : قال النبيّ صلّى الله عليه و آله : قال لي جبرائيل : إنّ حَفَظَة عليٍّ تفتخر على الملائكة لم تكتب عليه خطيئةً منذ صحباه .
وقال الحسن : والله ما شرب الخمر قبل تحريمها ۲ .

(فصل)

ويدلّ على افتراء هذه الحكاية ، وبراء ة عليّ عليه السّلام ونزاهته ممّا عُزي إليه ـ زوراً وبهتاناً ـ من شرب الخمر ؛ قولُ الله عزّ سلطانه وعلا مكانه في آية المباهلة : فمن حاجّك فيه من بعدما جاءَ ك من العلم فقل تعالَوا نَدْعُ أبناءَ نا وأبناءَ كم ونساءَ نا ونساءَ كم وأنفسَنا وأنفسَكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنَةَ الله على الكافرين .

1.درر الأحاديث النبويّة بالأسانيد اليحيويّة : ۱۶۰ .

2.الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم : ۱/۱۸۸ .

صفحه از 268