لهذيان النواصب ، حتّى كان بعد نزول الآية كلَّما خرج إلى صلاة الفجر يمرّ ببيت فاطمة عليها السّلام فيقول : الصلاةَ يا أهل البيت إنّما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهّركم تطهيراً .
وقد استمرّ على هذا ستّة أشهر في رواية أنسٍ ۱ ، وعن ابن عبّاسٍ سبعة أشهرٍ ۲ ، وفي روايةٍ : ثمانية أشهرٍ ۳ ، فصرّح الحقّ عن محضه ، وبدا الصبح ذي عينين ۴ (انتهى) كلامُه ، رُفع في الخُلْد مقامُه .
(فصل)
وحيث عرفتَ أنّ الأحاديث المتقدّمة لم تثبت متناً ولا إسناداً ، بل قد دلّ الكتاب العزيز على بطلانها وفسادها ، فاعلم أنّه لا يجوز التعويل عليها أيضاً في معرفة سبب نزول قوله تعالى : يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سُكارى حتّى تعلموا ما تقولون ـ الآية ، إذ قد صحّ أنّ سبب نزولها أمرٌ آخر غير ما جاء في تلك الأحاديث .
فقد أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حُميدٍ وأبوداود والترمذيّ ـ وصحّحه ـ والنسائيّ وأبويعلى وابن جريرٍ وابن المنذر وابن أبي حاتمٍ والنحّاس في (الناسخ والمنسوخ) وأبوالشيخ وابن مردويه والحاكم ـ وصحّحه ـ والبيهقيّ والضياء المقدسيّ في (المختارة) ۵ عن عمر أنّه قال : اللّهمّ بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فإنّها
1.مسند أحمد : ۳/۲۵۹ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۲۷۲ .
2.فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۲۸۵ .
3.فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۱/۲۷۲ ـ ۲۷۶ .
4.الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء عليها السّلام : ۲۰۴ ـ ۲۰۹ .
5.الدرّ المنثور : ۱/۲۵۲ ، وصحّحه عليّ بن المدينيّ أيضاً ـ أنظر : فتح الباري : ۸/۱۲۹ .