وعن قيس بن سعد بن عُبادة الأنصاريّ ، قال : سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول : مَن شرب الخمرَ أتى عطشانَ يوم القيامة ، ألا فكلُّ مسكرٍ حرام ، وكلُّ خمرٍ حرام ـ الحديث ، رواه أحمد وأبويعلى ۱ .
وهذا وعيدٌ عامٌّ لكلّ شارب خمرٍ ، وعليٌّ عليه السّلام من العترة التي قد أخبر الصادق المصدَّق صلّى الله عليه و آله و سلّم ـ في حديث الثقلين المتّفق على صحّته بين الفريقين ـ أنّها لا تفترق عن كتاب الله تعالى حتّى يردا عليه الحوض، فهل يظمأ ـ يا عباد الله ـ من يَرِدُ على الحوض؟ أم هل يصدى من كان ساقياً على حوض الكوثر في المحشر؟ ۲فما لكم كيف تحكمون .
وعن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : من شرب الخمر أسقاه الله من حميم جهنّم ، رواه البزّار ۳ .
وهذا أيضاً وعيدٌ عامٌّ لكلّ شارب خمرٍ ، لكنّ علياً عليه السّلام قد وقع اتّفاق أهل القبلة من المسلمين على كونه من أهل الجنّة ، وأخبر بذلك النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ، فكيف يجتمع الأمران؟ مضافاً إلى مخالفته لدليل العصمة على ما قرّرناه آنفاً .
وعن أبي أُمامة الباهليّ ـ في حديثٍ ـ عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قال : أقسم ربّي بعزّته لا يشرب عبدٌ من عبيدي جُرعةً من خمرٍ إلا سقيته مكانها من حميم جهنّم معذَّباً أو مغفوراً له ، رواه أحمد ۴ .
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاةً ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتّى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، والمرأة الساخط عليها زوجها حتّى يرضى ، والسكران حتّى
1.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۰ .
2.فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۳/۱۲۶ ـ ۱۲۷ .
3.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۲ .