عليٍّ عليه السّلام ، وعن الواقديّ : أنّه شهد مع عليٍّ عليه السّلام صفّين ثمّ صار عثمانيّاً ۱ .
فإذا كان هذا حال الرجل ـ عند القوم ۲ ـ فكيف يُعوَّل عليه ويُركن إليه في حديثه هذا عن أميرالمؤمنين عليه السّلام ، بل إنّه يكون متّهماً في ذلك بلا ريبٍ ، هذا إن ثبتت روايته عنه عليه الصلاة والسلام ، وإلا فهو أوّل الكلام .
ومن هذا وأضرابه تُذْعن بأنّ أباعيسى الترمذيّ لا ينبغي الاسترواح إلى تصحيحاته وتحسيناته للأحاديث ، لتساهله في ذلك ، وقد حكم على هذا الحديث بأنّه حسن صحيح مع ما ترى في إسناده من الوَهْن ، وكم له في هذا الباب من زلّةٍ نبّه عليها أهل هذا الشأْن ۳ .
حكى الإمام الزَّيْلَعِيّ في (نصب الراية) ۴ عن ابن دحية أنّه قال في كتابه (العلم المشهور) : كم حسّن الترمذيّ في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهيةٍ .
وقال الحافظ شمس الدين الذهبيّ بترجمة إسماعيل بن رافعٍ المدنيّ في (ميزان الاعتدال) ۵ ـ بعدما حكى تضعيفه عن جماعةٍ من أئمّة الجرح والتعديل ـ : ومن تلبيس الترمذيّ أنّه قال : ضعّفه بعض أهل العلم .
وقال أيضاً بترجمة كثير بن عبدالله المزنيّ المدنيّ من (الميزان) ۶ بعد ذِكْر رواية الترمذيّ من حديثه : «الصلح جائز بين المسلمين» وتصحيحه : لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذيّ .
وقال أيضاً بترجمة يحيى بن يمان العجليّ الكوفيّ ـ عقب ذِكْرِ حديثٍ من
1.تهذيب التهذيب : ۳/۱۲۲ .
2.وأمّا عندنا ـ معاشر الإماميّة ـ فقد عدّه البرقيّ في (رجاله) من خواصّ أميرالمؤمنين عليه السّلام .
3.ولمحمّد ناصر الدين بن نوحٍ الألبانيّ كتاب (ضعيف سنن الترمذيّ) .
4.نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية : ۲/۲۱۷ ـ ۲۱۸ .
5.ميزان الاعتدال في نقد الرجال : ۱/۲۲۷ .
6.ميزان الاعتدال : ۳/۴۰۷ .