وقال يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ : كان كذّاباً ، وقال إبراهيم بن المنذر عن معن ابن عيسى وغيره : كان مالك لا يرى عكرمة ثقةً ، ويأمر أن لا يُؤخذ عنه.
وعن الشافعيّ : أنّ مالكاً كان سيّئ الرأي في عكرمة ، قال : ولا أرى لأحدٍ أن يقبل منه .
ونقل الإسماعيليّ في (المدخل) : أنّ عكرمة ذُكر عند أيّوب من أنّه لا يُحسن الصلاة ، فقال أيّوب : أوَ كان يصلّي؟! وقال ابن أبي ذئبٍ : كان عكرمة غير ثقةٍ ۱ (اهـ ) .
قلت : وهو مع ذلك مبتدع ضالّ ـ لا غفر الله له عثرةً ولا أقال ـ فقد كان يرى رأي الخوارج ـ وهم كلاب النار ۲ الذين مرقوا من الدين مروق السهم من الرميّة ، كما أخبر بذلك الصادق المصدَّق صلّى الله عليه و آله و سلّم في الحديث المتّفق على صحّته ۳ ـ فقيل : كان يرى رأي الأباضيّة ـ وهم من غلاة الخوارج ـ وقيل : كان يرى رأي نجدة الحروريّ ، وكان نجدة من أشدّ الخوارج عداوةً لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وقيل : كان يرى رأي الصفريّة ، وهم من غلاة الخوارج أيضاً ۴ .
ولمّا ذكر الشهرستاني في كتاب (الملل والنحل) ۵ رجالَ الخوارج كان عكرمة أوّلَ رجلٍ عدّه منهم .
فإذا كان هذا الشقيّ المخذول من ألدّ خصوم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، وأشدّ الدعاة إلى عداوته ومناوءَ ته ، والسُّعاة في تضليل النّاس عنه؛ فلا غَرْوَ أن يبهته بما افترى عليه من الإثم ، ويعزوه إلى ما برّأه الله منه .
1.تهذيب التهذيب : ۴/۱۶۹ ـ ۱۷۰ .
2.الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير صلّى الله عليه و آله و سلّم : ۲۵۲ ح۴۱۴۸ .
3.فضائل الخمسة من الصحاح الستّة : ۲/۴۴۴ ـ ۴۴۹ .
4.تهذيب التهذيب : ۴/۱۶۹ .
5.الملل والنحل : ۱۰۰ .