براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 226

على أنّ حديثه هذا منقطع الإسناد أيضاً كما لا يخفى ، فأيّ حجّةٍ تنهض به يا أولي الألباب؟
وأمّا رواية أحمد ، ففي طريقها أبومعشرٍ نَجيح بن عبدالرحمن السنديّ المدنيّ ، قال عمرو بن عليٍّ : كان يحيى بن سعيدٍ لا يحدّث عنه ويضعّفه ويضحك إذا ذكره ـ وقد قالوا : مَن تركه يحيى تركناه ۱ ـ وقال أحمد : حديثه عندي مضطرب ، لا يقيم الإسناد ، وقال : يكتب من حديث أبي معشرٍ أحاديثه عن محمّد بن كعبٍ في التفسير ، وقال أيضاً : ليس بذاك ، وقال ابن معينٍ : ليس بقويٍّ في الحديث ، وقال أيضاً : ضعيف يُكتب من حديثه الرِّقاق ، وكان أمّياً يُتّقى من حديثه المُسْنَد ، وقال أيضاً : ضعيفٌ إسناده ليس بشي ءٍ ، يُكتب رقاق حديثه ، وقال أيضاً : ليس بشي ءٍ ، أبومعشرٍ ريح ، وقال البخاريّ والساجيّ : منكر الحديث ، وقال النسائيّ وأبوداود : ضعيف ، وقال البخاريّ : لا أروي عنه شيئاً ، وقال صالح بن محمّدٍ : لا يسوى حديثه شيئاً ، وقال ابن سعدٍ : كان كثير الحديث ضعيفاً ، وقال أبوداود : له أحاديث مناكير ، وقال الخليليّ : ضعّفوه في الحديث ۲ .
وفي طريقها أيضاً أبووهبٍ ـ مولى أبي هريرة ـ وهو مجهول ۳ .
وأمّا أبوهريرة الدوسيّ ، فقد بسط الكلام بشأنه ـ بما لا مزيد عليه ـ سيّدنا الإمام ابن شرف الدين العامليّ رحمه الله ورضي عنه وأرضاه ، في تأليفٍ مفردٍ بيّن فيه زيفَ أحاديثه وكشف عن حال مرويّاته، فمن شاء فليرجع إليه فإنّه نسيج وحده.
وسيأتي الكلام على هذه الرواية في موضعٍ آخر من هذا المختصر إن شاء الله تعالى .

1.تهذيب التهذيب : ۶/۱۴۰ ـ ترجمة يحيى بن سعيد القطّان .

2.تهذيب التهذيب : ۵/۶۱۱ ـ ۶۱۲ ، الكافي الشاف : ۵۹ .

3.مسند أحمد بتعليق الشيخ أحمد بن محمّد بن شاكر : ۱۶/۲۵۴ .

صفحه از 268