براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 228

إفريقيّة ـ قال أبوحاتم : مجهول ۱ ، وكذا قال الذهبيّ في (الميزان) ۲ وقال ابن حبّان في (الضعفاء) ۳ روى عن مالكٍ ما لم يحدّث به مالك قطّ ، لا يحلّ ذِكْر حديثه ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار .
قلت : والظاهر أنّ سماعه من عطاءٍ كان بعد الاختلاط ، بمقتضى ما تقدّم .
هذا ، وقد قال الحافظ زكيّ الدين المنذريّ في (مختصر سنن أبي داود) ۴ بشأن حديث الباب : أخرجه الترمذيّ والنسائيّ ، وفي إسناده عطاء بن السائب ، لا يُعرف إلا من حديثه ۵ ، وقد قال يحيى بن معينٍ : لا يحتجّ بحديثه ، وفرّق مرّةً بين حديثه القديم وحديثه الحديث ، ووافقه على التفرقة الإمام أحمد.
قال المنذريّ : وقد اختُلف في إسناده ، فرواه سفيان الثوريّ وأبوجعفرٍ الرازيّ عن عطاء بن السائب مسنداً ، ورواه سفيان بن عُيَيْنَة وإبراهيم بن طهمان وداود بن الزبرقان عن عطاءٍ فأرسلوه (اهـ ) .
فتحصّل ممّا ذكرنا أنّ هذه الأحاديث غير ثابتةٍ من جهة الإسناد البتّة، والله المستعان.

(فصل)

وأمّا متون هذه الأحاديث ، فقد وقع فيها اختلاف واضطرابٌ أيضاً ، ففي رواية ابن المنذر عن عكرمة أنّ عليّاً عليه السّلام كان هو الداعي ، وفي رواية الترمذيّ وابن

1.الجرح والتعديل : ۵/۱۱۰ .

2.ميزان الاعتدال : ۲/۴۶۴ .

3.كتاب المجروحين : ۲/۳۹ .

4.مختصر سنن أبي داود : ۵/۲۵۹ .

5.قد عرفت أنّه ورد من غير حديثه أيضاً ، لكن بإسنادٍ معلولٍ .

صفحه از 268