براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 233

(فصل)

وممّا يردّ هذه الفِرْية ، ويدفع هذه القصّة المكذوبة؛ أنّ الله تبارك وتعالى قد وصف الخمر في كتابه العزيز بأنّها رِجْسٌ ـ أيّ قذر تعاف عنه العقول ۱ ـ فقال عزّ من قائلٍ : إنّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون .
والرجس ـ كما عن ابن عبّاسٍ ـ عمل الشيطان ، وما ليس لله فيه رضىً ۲ ، وعن الزجّاج : الرجس كلّ ما استُقذر من عملٍ قبيح ۳ .
وقال أبوالقاسم الحسين بن محمّد بن المفضّل الراغب الأصبهانيّ ۴ : الرجس الشي ء القذر ، والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر ، وقيل : إنّ ذلك رجس من جهة العقل ، وعلى ذلك نبّه قوله تعالى : وإثمهما أكبر من نفعهما لأنّ كلَّ ما يوفي إثمه على نفعه فالعقل يقتضي تجنّبه (اهـ ) .
وقال ابن عطيّة : الرجس اسم يقع على الإثم والعذاب وعلى النجاسات والنقائص ، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت عليهم السّلام .
وقال الأزهريّ : الرجس اسم لكلّ مستقذرٍ من عملٍ وغيره .
وفسّره صاحب (الفتوحات المكّية) ۵ بكلّ ما يشين ، وفي (الكشّاف) ۶

1.روح المعاني : ۷/۱۵ .

2.مجمع البيان : ۸/۳۵۶ .

3.معجم مفردات ألفاظ القرآن : ۱۹۳ .

4.الفتوحات المكّية ـ الباب التاسع والعشرون .

5.الكشّاف عن حقائق التنزيل : ۵/۲۳۵ .

صفحه از 268