براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 238

رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَجَّلٌ من شعرٍ أسود ، فجاء الحسن بن عليٍّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاء ت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليٌّ فأدخله ، ثمّ قال : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ورواه ابن أبي شيبة وأحمد وابن جريرٍ وابن أبي حاتم ۱ والحاكم ۲ وصحّحه على شرط الشيخين .
وأخرج ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ والطبرانيّ في (الأوسط) ۳ عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : نزلت هذه الآية في خمسة : فيَّ وفي عليٍّ وحسنٍ وحسينٍ وفاطمة .
وأمّا قوله تعالى : ويُطَهِّرَكُم تطهيراً فالتطهير هو التنزيه عن الإثم وعن كلّ قبيحٍ ـ كما قال ابن فارسٍ في «مجمل اللغة» ۴ ـ وقد أكّد هنا بالمصدر ، ففيه شاهدُ عدلٍ على عصمتهم ، لأنّ المراد بالتطهير إزالة أثر الرجس بإيراد ما يقابله بعد إذهاب أصله ، ومن المعلوم أنّ ما يقابل الاعتقاد الباطل هو الاعتقاد الحقّ ، فتطهيرهم هو تجهيزهم بإدراك الحقّ في الإعتقاد والعمل .
فتحصّل من جميع ما تقدّم أنّ معنى الآية : أنّ الله سبحانه وتعالى تستمرّ إرادته أن يخصّكم بموهبة العصمة بإذهاب الاعتقاد الباطل وأثر العمل السيّئ عنكم ـ أهلَ البيت ـ وإيراد ما يزيل أثر ذلك عليكم ، وهي العصمة .
هذا ما استفدناه ـ على العُجالة ـ من كلام أصحابنا رحمهم الله تعالى في الاستدلال بآية التطهير على عصمة الخمسة أصحابة الكساء عليهم آلاف التحيّة والثناء ، وهو في غاية المتانة والدقّة ، كما لا يخفى على من أعطى الإنصاف حقّه

1.الدرّ المنثور : ۵/۱۹۸ ـ ۱۹۹ .

2.المستدرك على الصحيحين : ۳/۱۴۷ .

3.الدرّ المنثور : ۵/۱۹۸ .

4.مجمل اللغة : ۲/۵۸۸ .

صفحه از 268