ولا يُنَبِّئُكَ مِثلُ خَبيرٍ .
وإذا ثبت ذلك عندك وتقرّر لديك ظهر لك الوجه في إجماع أهل الحقّ على بطلان تلك الأحاديث المفتراة التي اختلقتها الناصبة والشُّراة ۱ ، إذ إنّها تعارض مدلولَ الآية وتناقضه بحيث لا يتأتّى الجمع بينهما ، وما كان هذا شأنه يُضرب به عرض الجدار ولا كرامة .
وأنت ـ يا مَن أنار الله بلطفه بصيرتك ، وطهّر من دنس الجهل والحقد سريرتك ـ إذا أنعمت نظرك وأمعنت فكرك فيما سُقناه ، أذعنتَ أنّ الحقّ لا يعدو ما ذكرناه ؛ من اختصاص الآية بالخمسة أصحاب الكساء ودلالتها على عصمتهم كما بيّنّاه ، وتحقّقتَ أنّ القول بغير ذلك أوهن من بيوت العناكب ، وأشبه شي ءٍ بنار الحباحب ، فالحمد لله على هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله .
ولمزيد إيضاح اختصاص الآية بأهل البيت الكرام نورد كلاماً نفيساً في هذا المقام أفاده حجّة النُظّار وبرهان المتكلّمين سيّدنا الإمام ابن شرف الدين العامليّ رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه؛ ليكون فصلَ الخطاب ومِسك الختام في هذا الباب إن شاء الله .
قال رحمه الله : قد أجمعت كلمة أهل القبلة من أهل المذاهب الإسلاميّة كلّها على أنّه صلّى الله عليه و آله لمّا نزل الوحي بها عليه ـ يعني آية التطهير ـ ضمّ سبطيه وأباهما وأمّهما إليه ، ثمّ غشّاهم ونفسهَ بذلك الكساء تمييزاً لهم عن سائر الأبناء والأنفس والنساء ، فلمّا
1.قال الفيّوميّ في (المصباح المنير) صفحة ۳۱۲ : تُسمّى الخوارج (شُراةً) لأنّهم زعموا أنّهم شَرَوا أنفسهم بالجنّة ، لأنّهم فارقوا أئمّة الجَوْر (اهـ ) .
(كَبُرَت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً) .
وسيأتي عن الحاكم النيسابوريّ في (المستدرك على الصحيحين : ۲/۳۰۷) أنّه قال ـ بعد تخريجه لحديث الباب ـ : إنّ الخوارج تنسب هذا السُّكْر وهذه القراء ة إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام دون غيره ، وقد برّأه الله منها (اهـ ) .