وعن أبي هريرة أيضاً قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ، رواه الحاكم ۱ .
وعنه أيضاً قال : قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : من شرب الخمر خرج نور الإيمان من جوفه ، رواه الطبرانيّ ۲ .
وعن ابن عبّاس رضي الله عنه ، عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ـ في حديثٍ ـ قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فلا يشرب الخمر ، رواه الطبرانيّ في (الكبير) ۳ .
فكيف يجتمع هذا مع إيمان أميرالمؤمنين وسيّدالوصيّين عليه السّلام الذي شهد له به ربّه سبحانه وتعالى ، كما أخرج الطبرانيّ وابن أبي حاتمٍ عن ابن عبّاسٍ قال : ما أنزل الله يا أيّها الذين آمنوا إلا وعليٌّ أميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحابَ محمّدٍ صلّى الله عليه و آله و سلّم في غير مكانٍ وما ذكر علياً إلا بخيرٍ ۴ ، وقال عزّ من قائلٍ : إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا وقد ذكر أكثر المفسّرين أنّ المراد بها عليٌّ عليه السّلام حين تصدّق بخاتمه .
وهو أوّل من أسلم وآمن بالله واليوم الآخر ، كما قال ابن عبّاسٍ وأنس وزيد بن أرقم وسلمان وجماعة ، ونقل بعضهم الإجماع عليه ۵ .
فإذا كان عليه الصلاة والسلام بهذه المكانة الرفيعة من الإيمان الكامل واليقين التامّ ، فكيف يُعقل إقدامه على شُرب الخمر وانسلاخ روح الإيمان ونوره منه ـ حين شربها ـ ووجوب التوبة عليه بعد ذلك ، وهو المعصوم بعصمة الله تعالى إيّاه ـ كما مرّ بيانه فيما مضى ـ؟!!
1.الترغيب والترهيب : ۳/۲۵۲ .
2.الترغيب والترهيب : ۳/۲۶۱ .
3.الترغيب والترهيب : ۱/۱۴۵ ـ ۳/۲۵۳ .
4.تاريخ الخلفاء : ۱۷۱ .
5.تاريخ الخلفاء : ۱۶۶ .