براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 261

أبي حسينٍ ، عن عبدالرحمن بن سليطٍ ، قال : كان عثمانُ بن مظعونٍ أحدَ من حرّم الخمر في الجاهليّة وقال : لا أشرب شراباً يُذهب عقلي ، ويضحك بي مَن هو أدنى منّي ، ويحملني على أن أنكح كريمتي .
وذكر ابن عبدالبرّ في (الاستيعاب) وابن الأثير في (أُسد الغابة) ۱ أنّ عثمان بن عفّان كان قد حرّم الخمر على نفسه في الجاهليّة .
وقد حرّمها أيضاً : عبدالمطّلب بن هاشمٍ ، وعبدالله بن جُدْعان ، وشيبة بن ربيعة ، وورقة بن نَوْفَل ، والوليد بن المُغِيرة ، وعامر بن الظَّرِب العَدْوانيّ ، ويقال : هو أوّل من حرّمها في الجاهليّة على نفسه ، ويقال : بل عفيف بن معد يكرب العبديّ ۲ .
فإذا كان هؤلاء وغيرهم قد حرّموا الخمر على أنفسهم ـ وهم في جاهليّةٍ جهلاء ـ لعلمهم بمفاسدها وعوائدها وقبائحها وفضائحها ، فَلإنْ يحرّمها ابن أبي طالبٍ على نفسه أولى وأحرى ، كيف لا وهم ـ بلا شكٍّ ـ دونه عليه السّلام في تحكيم العقل ونقاء الفطرة وسلامتها ، وعلوّ الشرف والكمال ، والانقياد لأوامر الله تعالى ، والانزجار عن مناهيه ، واتّباع شِرْعته ومنهاجه .
بل هو أفضل الخلق على الإطلاق بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله ، إذ قد ثبت بالإجماع أنّ محمّداً صلّى الله عليه و آله أفضل النبيّين وأشرف المرسلين ، وثبت أيضاً بآية المباهلة وغيرها أنّه عليه السّلام بمنزلة النبيّ صلّى الله عليه و آله إلا في النبوّة ، فلزم أن يكون هو أيضاً أفضل من سائر النبيّين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، فضلاً عن سائر الخلق .
فهل يحسن ممّن كان في قلبه مثقال حبّةٍ من خَرْدَلٍ من إيمانٍ أن ينسب لأبي ترابٍ فِرْيَة تناول المسكر من الشراب؟ اللّهمّ لا .

1.الاستيعاب : ۳/۱۰۳ ، ۲/۲۵۷ ، أُسد الغابة : ۳/۱۶۹ .

2.الاستيعاب : ۳/۱۰۳ ـ أُسد الغابة : ۳/۱۶۹ .

صفحه از 268