براءة الإمام عليه السلام من حديث الشراب الحرام - صفحه 262

[تنبيه]

ذكر ابن عبدالبرّ في (الاستيعاب) ۱ أنّ عبدالرحمن بن عوفٍ كان ممّن حرّم الخمر على نفسه في الجاهليّة ، ولعلّ ذلك لعدم اعتداده بما رواه أصحاب السنن الثلاثة وغيرهم ـ كما مرّ ـ لكنْ قال ابن الأثير : فيه نظرٌ ۲ ، ووجهه لا يخفى .
وقد عَدُّوا أبابكرٍ عبدالله بن أبي قحافة أيضاً فيمن حرّم الخمر على نفسه في الجاهليّة والإسلام ، فروى ابن عبدالبرّ في (الاستيعاب) ۳ عن سفيان بن حسينٍ ، عن الزهريّ قال : سألني عبدالملك بن مروان فقال : أرأيتَ هذه الأبياتِ التي تُروى عن أبي بكرٍ؟ فقلت له : إنّه لم يقُلْها ، حدّثني عروة عن عائشة : أنّ أبابكرٍ لم يقل بيتَ شعرٍ في الإسلام حتّى مات ، وأنّه كان قد حرّم الخمر في الجاهليّة هو وعثمان (اهـ ) .
قلت : هذا لم يثبت ، فإنّ سفيان قد تكلّموا في روايته عن الزهريّ ، قال ابن معينٍ : حديث سفيان بن حسينٍ عن الزهريّ ليس بذاك ، إنمّا سمع منه في الموسم ، وقال أحمد : ليس بذاك في حديثه عن الزهريّ ، وقال النسائيّ : ليس به بأسٌ إلا في الزهريّ ، وقال ابن عَديٍّ : هو في غير الزهريّ صالح ، وفي الزهريّ يروي أشياء خالف الناس ، وقال ابن حبّان في (الثقات) : روايته عن الزهريّ فيها تخاليط ، يجب أن يُجتنب ، وهو ثقة في غير الزهريّ ، وقال في (الضعفاء) : يروي عن الزهريّ المقلوبات ۴ .

1.الاستيعاب : ۳/۱۰۳ .

2.أُسد الغابة : ۳/۱۶۹ .

3.الاستيعاب : ۲/۲۵۷ .

4.تهذيب التهذيب : ۲/۳۵۰ ـ ۳۵۱ .

صفحه از 268