249
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

۳۵۳.ولمّا قال الزُّهريّ وعروة بن الزبير وذكرا علىّ ا عليه السلام بالسوء ، فبلغه ذلك ، فجاء عليه السلام حتّى وقف عليهما ، فقال عليه السلام :أمّا أنت ياعروة ، فإنّ أبي حاكمَ أباك إلى اللّه ، فحكم لأبي على أبيك ، وأمّا أنت يازهري ، فلو كنت بمكّة لأريتُك بيت ۱ أبيك . ۲

۳۵۴.وقال عليه السلام :
لكم ما تدّعون بغير حقّإذا مِيز الصحاح من المراض
عرفتم حقّنا فجحدتموناكما عُرف السواد من البياض
كتاب اللّه شاهدنا عليكموقاضينا الإله فنعم قاض۳

۳۵۵.وقال عليه السلام :إن معاصي إبليس أعظم من معاصي من كفر بإغوائه ، فأهلك اللّه من شاء منهم ، كقوم نوح وفرعون ، ولم يُهلك إبليس وهو أولى بالهلاك ، فما باله سبحانه وتعالى أهلك الّذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات ، وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المحرّمات ۴ ، أما كان ربّنا سبحانه حكيما في تدبيره ، أهلك هؤلاء بحكمته ، واستبقى إبليس! فكذلك هؤلاء الصائدون يوم السبت ، والقاتلون الحسين عليه السلام ، يفعل بالفريقين ما يُعلم أنّه أولى بالصواب والحكمة : « لاَ يُسْـئلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْـئلُونَ »۵ . ۶

۳۵۶.وقال عليه السلام لحميد بن مسلم لمّا دافع عنه حين أرادوا قتله عليه السلام :جُزيت خيرا ، فواللّه لقد دفع اللّه عنّي بمقالتك شرّا . ۷

1.في بعض المصادر : «لأريتك كرامتك» .

2.العوالم ، ص ۲۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۴۳.

3.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۳۱۰ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۴۶.

4.في بعض المصادر : «المخزيات» .

5.الأنبياء : ۲۳.

6.تفسير الإمام العسكري عليه السلام ، ص ۲۷۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۵ ، ص ۲۹۶.

7.البداية والنهاية ، ج ۸ ، ص ۲۰۵ .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
248

في صلبه ـ يعني ابن عبّاس ـ وديعة ذُرِيَت لنار جهنم ، سيخرجون أقواما من دين اللّه أفواجا ، وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمّد عليهم السلام ، تنهض تلك الفراخ في غير وقت ، وتطلب غير مدرك ، ويرابط الّذين آمنوا ويصبرون ، ويصابرون حتّى يحكم اللّه بيننا ، وهو خير الحاكمين . ۱

۳۵۲.وكان عليه السلام واقفا بعرفات ومعه الزُهري ، فقال عليه السلام :كم تقدّر هاهنا من الناس؟
قال الزهري : أُقدر أربعة آلاف كلّهم حجّاج ، قصدوا اللّه بأموالهم ، ويدعونه بضجيج أصواتهم .
فقال عليه السلام : يا زهري ، ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج!
فقال الزهري : أهؤلاء قليل؟! فعندها أمره الإمام أن يدنو منه ، فانّما دنا منه ۲ ، فمسح بيده المباركة على وجهه ، وقال له : «انظر» . فعندها قال الزهري : أرى هؤلاء كلّهم قردة إلاّ القليل . ثُمَّ استدناه عليه السلامومسح بيده الشريفة على وجهه ، فرأى اُولئك خنازير . ثُمَّ مسح على وجهه ، فإذا هم دوابّ إلاّ النفر اليسير ، فقال له : بأبي أنت وأُمي ، أدهشتني آياتك وحيّرتني عجائبك !
قال عليه السلام : يازُهريّ ، ما الحجيج من هؤلاء إلاّ اليسير من ذلك الجمع الغفير .
ثُمَّ قال : إن مَنْ والى مُوالينا ، وهجرَ معادينا ، ووطّن نفسه على طاعتنا ، ثُمَّ حضر الموقف مسلّما إلى الحجر الأسود ، ما قلّده اللّه من أماناتنا ، ووفانا بما ألزمه من عهودنا ، فذلك هو الحاج ، والباقون من قد رأيتهم .
ثُمَّ حدثه بحديث عن أبيه ، عن جدّه رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فضل شيعتهم والموالين لهم . ۳

1.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۲۴ ؛ الغيبة ، النعماني ، ص ۱۹۹ ؛ الاختصاص ، ص ۷۳ ؛ اختيار معرفة الرجال ، ج ۱ ، ص ۲۷۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۱۵۰.

2.كذا ، ولكن جاء في المصدر : «فأدناه إليه» .

3.تفسير الإمام العسكري عليه السلام ، ص ۶۰۸ مع اختلاف ، وهكذا إثبات الهداة ، ج ۳ ، ص ۲۲.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 116224
صفحه از 336
پرینت  ارسال به