41
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

برده علينا حُسُوما ، ولا تجعل صَوْبَه ۱ علينا رُجُوما ، ولا تجعل ماءه علينا اُجاجا ۲ ، اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وارزقنا من بركات السماوات والأرض ، إنّك على كلّ شيء قدير . ۳

(ومن كلام له عليه السلام)

(في القَدَر)

۰.لما قال رجل له عليه السلام : جعلني اللّه فداك! أَبِقَدرٍ يصيب الناس ما أصابهم ، أم بعمل؟
فقال عليه السلام : إنّ القَدَرَ والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا يحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حِراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعا على العمل ، لم يُعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئا لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر ، لم يمض ولم يتمّ ، ولكنّهما باجتماعهما قويا ، وللّه فيه العون لعباده الصالحين .
ثُمَّ قال عليه السلام : ألا مِنْ أَجوَر النّاس من رأى جوره عدلاً ، وعدل المهتدي جورا ، ألا إنّ للعبد أربعة عيون ، عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد اللّه عز و جل بعبدٍ خيرا فتح له العينين اللّتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ، ترك القلب بما فيه . ۴
ثُمَّ التفت إلى السائل من القدر فقال : هذا منه ، هذا منه . ۵

1.«الصّوب» ـ بالفتح ـ : نزول المطر وانصبابه .

2.«الأُجاج» ـ بالضم ـ : شديد الملوحة .

3.الصحيفة السجادية ، ص۹۷ ، رقم۱۹ .

4.في نسخة «بما فيه» بدل «عافية» .

5.التوحيد ، ص۳۶۶ ؛ مختصر بصائر الدرجات ، ص۱۳۷ . أي : إنّ فتح العينين وتركهما من القدر .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
40

(ومن دعاء له عليه السلام)

(في الاستسقاء عند الجدب) ۱

۰.اللّهمّ اسقنا الغيث ، وانشر علينا رحمتك بغيثك المُغدق ۲ من السّحاب المُنساق ، لنبات أرضك المونق في جميع الآفاق ، وامنن على عبادك بايناع الثمرة ، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة ، واشهد ملائكتك الكرام السَفرة بسقيٍ منك نافع ، دائم غُزُرُهُ ، واسع دِرُرَهُ ، وابِلٍ سريع عاجل ، تُحيي به ما قد مات ، وَتَرُدَّ به ما قد فات ، وَتُخرج به ما هو آت ، وتوسّعُ به في الأقوات ، سَحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا مُجَلْجِلاً ۳ ، غَيرَ مُلِثٍّ ۴ وَدْقُهُ ، ولا خُلَّب بَرْقُهُ ۵ ، اللّهمّ اسقِنا غَيْثا مُغيثا ، مَريعا مُمرِعا عريضا ، واسعا غزيرا ، تَرُدُّ به النهيض ، وَتَجْبُرُ به المهيض ، اللّهمّ اسقِنا سقيا تسيل منه الظِراب ۶ وتملأ منه الجباب ، وتفجّر به الأنهار ، وتنبت به الأشجار ، وترخص به الأسعار في جميع الأمصار ، وتَنْعَشُ به البهائم والخلق ، وَتُكمل لنا به طيّبات الرزق ، وتنبت لنا به الزرع ، وَتُدِرُّ به الضّرع ، وتزيدنا به قوّة إلى قوّتنا ، اللّهمّ لا تجعل ظلّه علينا سَمُوما ، ولا تجعل

1.«الجدب» ـ بفتح الجيم وسكون الدال ـ : هو انقطاع المطر ويبس الأرض .

2.«المغدق» : الماء الكثير القطر ، يقال : أغدق المطر إغداقا فهو مغدق .

3.هو السحاب الّذي يسمع منه الرعد .

4.«ألث السحاب» : دام فهو ملث ، وأصله من ألث فلان بالمكان ، إذا قام لا يبرح ، والودق المطر ، كما في شرح الصحيفة .

5.«البرق» : الخلب الّذي لا غيث فيه .

6.«الظراب» : رؤوس الجبال .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 116260
صفحه از 336
پرینت  ارسال به