71
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

المباركة ، الّتي تضمّنت سيّد الشهداء ، وسيّد شباب أهل الجنة . ۱
قلت : إنّ هذا الكلام لدليل على أفضليّة كربلاء المقدّسة على مكّة المشرّفة ، وأشرفيّتها عليها ، وأشار إلى هذه المزية السيّد مهدي بحر العلوم رحمه اللهفي منظومته القيّمة حيث قال :

ومن حديث كربلاء والكعبةلكربلاء بان علوّ الرُّتبة۲

(ومن كلام له عليه السلام)

(في الحثّ على التّقوى)

۰.عن أبي الطّفيل عامر بن واثلة قال :كان عليه السلام إذا تلا قوله تعالى : « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّـدِقِينَ »۳ قال : اللّهمّ ارفعني ۴ في أعلى درجات هذه النّدبة ، وَأعنّي بعزم الإرادة ، وهبني حُسن المُسْتَعتَبِ ۵ من نفسي ، وخذني منها حتّى تتجرّد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك ، وارزقني قلبا ولسانا يتجاريان في ذمّ الدنيا ، وحسن التّجافِي منها ، حتّى لا أقول إلاّ صدقا ، وأرِني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك ، حتّى أكون في كلّ حال حيث أردت .

فقد قرعت بي باب فضلك فاقةبحدّ سِنانٍ نال قلبي فتوقها
وحتّى متى أصف محن الدنيا ومقام الصدّيقين؟ وأنتحل عزما من إرادة مقيم بمدرجة الخطايا؟ أشتكي ذلّ ملكة الدنيا وسوء أحكامها عليَّ ، فقد رأيتُ

1.رواه المفيد في المزار ، ج۱ ، ص۳۵ ؛ مستدرك وسائل الشيعة ، ج۱۰ ، ص۳۲۳ ، ح۱۲۰۹۵.

2.ويضيف إليها المرحوم الهادي كاشف الغطاء قوله : لم تُخلق الكعبة لولا كربلاءوكربلا نالت بما فيه العُلا تزهو كربلا لأهل الجنّةكالكوكب الدرّي في الدُجنة

3.التوبة : ۱۱۹ .

4.في نسخة : «ادفعني» .

5.في نسخة : «المستعقب» .


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
70

(ومن وصيّة له عليه السلام)

(وصّى بها ولده أيضا بهذا الدعاء)

۰.إن قال لهم : إذا أصابتكم مصيبة من مصائب الدنيا ، أو نزلت بكم فاقة ، أو أمر فادح فليتوضّأ الرجل ويُحسن وضوءه ، ويصلّي أربع ركعات ، وبعد الفراغ يقول :
يا موضع كلّ شكوى ، يا سامع كلّ نجوى ، يا شافي كلّ بلاء ، ويا عالم كلّ خفيّة ، ويا كاشف ما يشاء ، يا نجيّ موسى ، ويا مصطفى محمّد ، ويا خليل إبراهيم ، أدعوك دعاء الغريب الغريق ، الفقير الّذي لا يجد لكشف ما فيه إلاّ أنت ، يا أرحم الراحمين ، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين .
قال عليه السلام : مَن أصابه البلاء ، ودعا بهذا الدعاء ، أصابه الفرج من اللّه تعالى . ۱

(ومن كلام له عليه السلام)

(يذكر فيه أرض كربلاء )

۰.قال عليه السلام : اتّخذ اللّه أرض كربلاء حَرما آمنا مباركا قبل أن يخلق اللّه أرض الكعبة ويتّخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام ، وإنّه إذا زلزل اللّه تعالى الأرض وسيّرها ، رُفعت كما هي بتربتها نورانيّة صافية ، فجُعلت في أفضل روضة من رياض الجنّة ، وأفضل مسكن في الجنّة ، لا يسكنها إلاّ النبيّون والمرسلون ، ۲ وأنّها لتزهر بين رياض الجنّة ، كما يزهر الكوكب الدرّي بين الكواكب لأهل الأرض ، يُغشي نورها أبصار أهل الجنّة ، وهي تُنادي أنا أرض اللّه المقدّسة ، الطيّبة

1.الصحيفة السجادية ، دعاء ۱۷۵ ؛ الكافي ، ج۲ ، ص۵۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۹۱ ، ص۳۷۴.

2.في نسخةٍ : أو قال : أُولو العزم من الرسل .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 116205
صفحه از 336
پرینت  ارسال به