إجازات المحقّق الكركي - صفحه 348

ـ بلّغه اللّه من درجات الكمال أعلاها، وأولاه من مراتب المجد صفاياها وبلّغه من آماله أقصى منتهاها ـ رحل إلى المشهد المقدّس الغرويّ ـ على مشرّفه الصلاة والسّلام ـ لتحصيل العلوم الدينيّة، واكتساب حلية الانتظام في سلك العالمين بأعباء العلوم الشرعيّة.
فاختلط بهذا الكاتب الضعيف مدّة من الزمان، وبرهة من الأيّام، ظهر فيها جميل أخلاقه، وحسن مزاياه، ومزيد فضله، وكمال استعداده.
وسمع عليّ كتاب «إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان»، من أوّله إلى آخره، من مصنّفات مولانا وسيّدنا وشيخنا، شيخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، بحر العلوم، مفتي فرق الأنام، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي، رفعه اللّه تعالى في جنانه، وأجزل على نفسه الطاهرة سابغ رضوانه سماعا معتبرا مهذّبا، في جمع من العلماء ومحفل غاصّ بالفضلاء، تبيّن في خلال ذلك مزيد فضله وجودة فهمه وثقوب ذهنه.
وقد أجزت له رواية الكتاب المذكور عنّي، عن شيخي الإمام العالم الربّاني زين الدين عليّ بن هلال ـ قدّس اللّه روحه ـ عن شيخه الإمام الزاهد العابد جمال الدين أبي العبّاس أحمد بن فهد الحلّيّ ـ طيب اللّه مضجعه ـ عن شيخه العالم الفاضل السعيد الفقيه عليّ بن الخازن الحائريّ، عن شيخنا الإمام العالم المحقّق المدقّق علاّمة المتقدّمين والمتأخّرين الفائز بالسعادة والشهادة شمس الدين أبي عبداللّه محمّد بن مكّيّ ـ قدّس اللّه روحه الطاهرة ـ عن شيخيه الإمامين العالمين الفقيهين فخر الدين أبي طالب محمّد بن المطهّر، والسيّد الأجلّ عميد الدين عبدالمطلب بن الأعرج الحسينيّ طيّب اللّه مضجعهما، عن شيخهما الإمام البحر مصنّف الكتاب بلاواسطة.
وكذلك أجزت له أن يروي عنّي جميع ما يجوز لي وعنّي روايته من معقول ومنقول، وفروع واصول، محافظا على شروط النقل عند اولي الفضل، متحلّيا بحلية الاحتياط، التي هي طريق النجاة، ومفتاح السعادة، من طرق ذلك كلّه.
وبالأسانيد التي لي المتّصلة بأئمة الهدى، ومصابيح الدجى، لاتكاد تتناهى، وقد تكفّل ببيانها عدّة من الاصول المصنّفة في الحديث وكتب الرجال، فإذا علم اتّصالي

صفحه از 400