إجازات المحقّق الكركي - صفحه 365

وبعثه بالدين القويم، الموصل إلى النعيم المقيم إلى العالمين، بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه باذنه وسراجا منيرا، وعلى آله الطاهرين الغرّ الميامين، أساطين الدين، ومشارع اليقين.
وبعد، فإنّ الكتاب الكريم الصادر عن سيّدنا الشيخ الأجل، العالم العامل، الفاضل الكامل، علاّمة العلماء، ومرجع الفضلاء، جامع الكمالات النفسانيّة، حاوي محاسن الصفات الكاملة العليّة، متسنّم ذروة المعالي بفضائله الباهرة، ممتطي صهوات المجد بمناقبه السنيّة الزاهرة، زين الملّة والحقّ والدين، أبي القاسم عليّ ابن المرحوم المبرور المقدّس المتوّج المحبور، الشيخ الأجل، العالم الكامل، تاج الحقّ والدين عبد العاليّ العامليّ الميسيّ، أدام اللّه تعالى ميامن أنفاسه الزاكية بين الأنام، وأعاد على المسلمين من بركات علومه السامية إلى يوم القيام، بمحمّد وآله الأطهار الأبرار ــ صلّى اللّه عليهم أجمعين ــ مصابيح الظلام، ومجاديح الأنعام، وحفظة الشرائع والأحكام. ورد على هذا الضعيف المعترف على نفسه بالعجز والتقصير، كاتب هذه الأحرف بيده الفانية، فقابله بمزيد الاعظام والاكرام، ووفّاه ما يجب له من التوقير والاحترام.
و حيث تضمّن الاستجازة على القانون المقرّر بين أهل الصناعات العلميّة، من العقليّة والنقليّة، لما ثبت لي حقّ روايته من أصنافها، على تفاوتها واختلافها، إجازة عامّة لنجله الأسعد، الفاضل الأوحد، ظهير الدين أبي اسحاق إبراهيم ـ أبقاه اللّه تعالى في ظلّ والده الجليل دهرا طويلا ـ.
وقد استفيد من المكتوب الشريف، استدعاء نحو ذلك لنفسه النفيسة. وعلوّ مقامه ـ أدام اللّه تعالى بقاءه ــ وإن كان صارفا عن الإجابة، إلاّ أنّ وجوب متابعة من أمر منع من المخالفة.
فاستخرت اللّه وأجزت له ـ أدام اللّه أيامه، ولنجله الأسعد، أقرّ اللّه عينه ببقائه ـ لفظا وكتابة، صريحا لاكناية، رواية كلّ ما يجوز لي وعنّي روايته من العلوم الإسلاميّة، ممّا للرواية فيه مدخل، معقولها ومنقولها، مثل الأصولين، والفقه، والحديث، والتفسير، واللغة، والنحو، والتصريف، وسائر العلوم الأدبيّة التي ثبت لي حقّ روايتها عن كبراء أشياخ العصر، الذين جلست في مجالسهم، واستفدت من أنفاسهم، وأخذت عنهم،

صفحه از 400