إجازات المحقّق الكركي - صفحه 378

حتى بلغ من آماله أقصاها، وامتطى من صهوات المعالي أجلّها وأسماها.
فسمع عليّ بقراءة جمع من الفضلاء عدّة من مصنّفات علمائنا الماضين، وسلفنا الصالحين ـ بوّأهم اللّه أعلى منازل الصدّيقين ـ سماعا معتبرا لايقصر عن القراءة، وقرأ شيئا يسيرا من المصنّفات.
وكان حقيقا بصرف العناية إلى أحواله فوق ذلك، ولم يكن عدم قراءته بلفظه لعدم استحقاقه، ولا لقلّة عنايتي بأحواله، بل لأنّا أصبحنا في دهر لو شرعنا في تعداد مساوئه لم نجد غاية نقف عندها، فإن نظرت إلى ما يجري به شغلك عن النظر في غيره، وإن نظرت في خلقه كان لك بذلك شغل شاغل، وإن تأمّلت أهله ومقاصدهم ومايجري على قلوبهم وألسنتهم وما هو نصب أعينهم وقفت على أمر عظيم، يذهب أناة الحليم، ويعقم فكر الحكيم، فلا حول ولاقوة إلاّ باللّه العلي العظيم.
فأمّا ما قرأه عليّ فهو الرسالة الألفيّة في فرض الصلاة، من مصنّفات شيخنا الأعظم أعلم المتأخرين، السعيد الشهيد، شمس الحقّ والدين أبي عبداللّه محمّد بن مكّيّ ـ قدّس اللّه روحه الطاهرة ـ وبعض الكتاب الموسوم بـ«نفحات اللاهوت» ـ ممّا أملاه قلم هذا الضعيف ـ إلى الفصل الثاني، ومن أوّل «شرح ألفيّة علم دراية الحديث» إلى المستخرجات، للحافظ زين الدين عبدالرحيم العراقيّ.
وأمّا مسموعاته: فالرسالة الموسومة بـ«الجعفريّة» في فقه الصلاة ـ ممّا أملاه قلم هذا الضعيف ـ وعدّة من الرسائل، مثل رسالة «مناسك الحج» وغيرها.
وكتاب «النافع في الفقه» من أوّله إلى آخره، من مصنّفات شيخنا شيخ الإسلام، المحقّق نجم الدين أبي القاسم بن سعيد ـ قّدس اللّه روحه الزكيّة ـ.
وكتاب «الإرشاد في الفقه» من أوّله إلى آخره، من مصنّفات شيخنا شيخ الإسلام، علم المتأخرين، بحر العلوم، جمال الحقّ والدين، أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر ـ قدّس اللّه نفسه الطاهرة ـ.
وكتاب «قواعد الأحكام،» من أوّله إلى أثناء كتاب الحج، من مصنّفات شيخنا المشار إليه ـ قدّس اللّه لطيفه ـ.

صفحه از 400