وماجرى مجراها كاللغة وفنون العربيّة، فثبت لي حقّ الرواية بالقراءة لجملة كثيرة من المصنّفات الجليلة المعتبرة.
وكذا ثبت لي بحقّ الرواية لما لايكاد يحصى ولايحصر من مصنّفاتهم في العلوم الإسلاميّة، إجازة خاصة وعامّة من علمائنا ـ رضوان اللّه عليهم ـ ومن علمائهم الّذين عاصرتهم وأدركت زمانهم، وأخذت عنهم، وأكثرت الملازمة لهم والتردّد إليهم بدمشق، وبيت المقدس ـ شرّفه اللّه وعظمه ـ وبمصر، ومكّة ـ زادها اللّه شرفا وتعظيما ـ وصرفت في ذلك سنين متعدّدة، وأزمنة متطاولة، وجمعت أسانيد ذلك وأثبته في مواضع، وكتبت مشيخة شيخنا الجليل أبي يحيى زكريا الأنصاريّ بمصر، وتتبّعت جملة من أسانيد شيخنا الجليل العلاّمة كمال الدين أبي عبداللّه محمّد بن أبي شريف المقدسيّ، فكتبتها، وخطّه مكتوب على بعضها، وكذا خطّ زكريا مكتوب على مواضع من مشيخته التي سبق ذكرها.
فأجزت له ـ أدام اللّه تعالى رفعته ـ رواية جميع ذلك بالأسانيد، مضافا إلى ما سبق تفصيله وإجماله، كما شاء وأحبّ، لمن شاء وأحبّ، متى شاء وأحبّ. مراعيا شرائط الرواية المقرّرة عند أهل الدراية، محتاطا لي وله وشرطت عليه تصحيح النسخ، وترك الإقدام في مواضع وأوصيه بما أوصيت به بتقوى اللّه تعالى، وكمال مراقبته في السرّ والعلن، وأسأله أن لاينساني في دعواته في خلواته وصلواته.
(هذا آخر صورة خطّه ـ عفا اللّه عنه ـ:)
وكتب ذلك بيده الفانية الفقير إلى عفو اللّه وكرمه، علي بن عبدالعالي ـ تجاوز اللّه عن سيئاته ـ ببلدة أصفهان ـ حماها اللّه من الآفات ـ لتسع خلت من شهر رمضان المعظم قدره، سنة سبع وثلاثين وتسعمائة هجريّة ـ أحسن اللّه خاتمتها ـ حامدا للّه تعالى على آلائه، مصلّيا على محمّد سيّد الأنبياء وآله الطاهرين.
وقد نقل هذه الإجازة من خطّ، نقل من خطّ، نقل من خطّه الشريف ـ قدّس اللّه روحه، ونوّر ضريحه ـ أفقر عباد اللّه الغنيّ المغنيّ أبو عبداللّه الحسين بن حيدر الكركيّ العامليّ ـ عاملهم اللّه بلطفه الخفيّ بالنبيّ والوصيّ وآلهما الأطهار الأبرار ـ صباح يوم