103
مسند ابي بصير ج1

واللّه ما أراد بهذا غيركم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـنٌ »۱ واللّه ما أراد بهذا إلاّ الأئمّة عليهم السلاموشيعتهم ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « فَأُوْلَـلـءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّــلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَـلـءِكَ رَفِيقًا »۲ فرسول اللّه صلى الله عليه و آله في الآية النبيّون ، ونحن في هذا الموضع الصدّيقون والشهداء ، وأنتم الصالحون ، فتسمّوا بالصلاح كما سمّاكم اللّه عز و جل . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه إذ حكى عن عدوّكم في النار بقوله : « وَ قَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَـهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَـرُ »۳ واللّه ما عنى ولا أراد بهذا غيركم ، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم واللّه في الجنّة تحبرون وفي النّار تطلبون يا أبا محمّد،فهل سررتك؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، ما من آية نزلت تقود إلى الجنّة ولا تذكر أهلها بخير إلاّ وهي فينا وفي شيعتنا ، وما من آية نزلت تذكر أهلها بشرٍّ ولا تسوق إلى النّار إلاّ وهي في عدوّنا ومن خالفنا ، فهل سررتك يا أبا محمّد ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، ليس على ملّة إبراهيم إلاّ نحن ، وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء يا أبا محمّد ، فهل سررتك ، وفي رواية اُخرى فقال : حسبي . ۴

۸۱.أمالي الصدوق :حدَّثنا محمّدبن الحسن قال: حدَّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبداللّه الصادق عليه السلام قال : خرجت أنا وأبي حتّى إذا كنّا بين القبر والمنبر إذا هو بأُناس من الشيعة،فسلّم عليهم فردّوا عليه السلام،ثمّ قال إنّي واللّه لأحبّ ريحكم وأرواحكم،فأعينوني على ذلك

1.سورة الحجر ( ۱۵ ) ، الآية ۴۲ .

2.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۶۹ .

3.سورة ص( ۳۸ ) ، الآية ۶۳ .

4.الكافي ، ج۸ ، ص۳۴ ( كتاب الروضة ، ح۶ ) ؛ الاختصاص ، ص۱۰۴ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۸ ، ص۴۸ ( كتاب الإيمان والكفر ، باب فضائل الشيعة ، ح۹۳ ) ، نقله عن الاختصاص وفيه اختلاف كثير .


مسند ابي بصير ج1
102

من أمر آخرتي ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : يا أبا محمّد ، وإنّك لتقول هذا ! قال : جُعلت فداك ! وكيف لا أقول هذا ؟ فقال : يا أبا محمّد ، أما علمت أنّ اللّه تعالى يكرم الشباب منكم ويستحي من الكهول ! قال : قلت : جُعلت فداك ! فكيف يكرم الشباب ويستحيي من الكهول ؟ فقال : يكرم اللّه الشباب أن يعذِّبهم ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم ، قال : قلت : جُعلت فداك ! هذا لنا خاصّة أم لأهل التوحيد ؟ قال : فقال : لا واللّه إلاّ لكم خاصّة دون العالم . قال : قلت : جُعلت فداك ! فإنّا قد نُبزنا نبزا ۱ انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلّت له الولاة دماءنا في حديث رواه فقهاؤهم ، قال : فقال أبو عبداللّه عليه السلام : الرافضة ؟ قال : قلت : نعم ، قال : لا واللّه ، ما هم سمّوكم ولكن اللّه سمّاكم به . أما علمت يا أبا محمّد ، إنّ سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لمّا استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى عليه السلام لمّا استبان لهم هُداه ، فسمُّوا في عسكر موسى الرافضة ؛ لأ نّهم رفضوا فرعون وكانوا أشدَّ أهل ذلك العسكر عبادةً وأشدَّهم حبّا لموسى وهارون وذرِّيّتهما عليهماالسلام ، فأوحى اللّه عز و جل إلى موسى عليه السلامأن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإنّي قد سمّيتهم به ونحلتهم إيّاه ، فأثبت موسى عليه السلام الاسم لهم ، ثمّ ذخر اللّه عز و جل لكم هذا الاسم حتّى نحلكموه يا أبا محمّد ، رفضوا الخير ورفضتم الشرَّ ، افترق الناس كلَّ فرقة وتشعّبوا كلَّ شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيّكم صلى الله عليه و آله ، وذهبتم حيث ذهبوا واخترتم من اختار اللّه لكم ، وأردتم من أراد اللّه فأبشروا ثمَّ ابشروا ؛ فأنتم واللّه المرحومون المتقبّل من محسنكم، والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يأت اللّه عز و جل بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبّل منه حسنة ، ولم يتجاوز له عن سيئة . يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، إن للّه عز و جل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله عز و جل : « الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُو يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ »۲ إنّكم وفيتم بما أخذ اللّه عليكم ميثاقكم من ولايتنا ، وإنّكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيّركم اللّه كما عيّرهم حيث يقول جلّ ذكره : « وَمَا وَجَدْنَا لأَِكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَـسِقِينَ »۳ يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني .
فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « إِخْوَ نًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَـبِلِينَ »۴ واللّه ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد « الْأَخِلاَّءُ يَوْمَـلـءِذِم بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ »۵ واللّه ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، لقد ذكرنا اللّه عز و جل وشيعتنا وعدوَّنا في آية من كتابه فقال عز و جل : « هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَـبِ »۶ فنحن الّذين يعلمون وعدوّنا الّذين لا يعلمون وشيعتنا هم اُولو الألباب يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، فقال : يا أبا محمّد ، واللّه ما استثنى اللّه عز و جل بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته فقال في كتابه وقوله الحقّ : « يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْـ?ا وَ لاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ »۷ يعني بذلك عليّا عليه السلاموشيعته يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قالت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه تعالى في كتابه إذ يقول : « يَـعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُو هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »۸

1.النبز ـ بالتحريك ـ : اللقب .

2. « وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ». سورة غافر ( ۴۰ ) ، الآية ۷ . استغفارهم واللّه لكم دون هذه الخلق ، يا أبا محمّد ، فهل سررتك ؟ قال : قلت : جُعلت فداك ! زدني ، قال : يا أبا محمّد ، لقد ذكركم اللّه في كتابه فقال : « مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُو وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً » سورة الأحزاب ( ۳۳ ) ، الآية ۲۳ .

3.سورة الأعراف ( ۷ ) ، الآية ۱۰۲ .

4.سورة الحجر (۱۵) ، الآية ۴۷ .

5.سورة الزخرف ( ۴۳ ) ، الآية ۶۷ .

6.سورة الزمر ( ۳۹ ) ، الآية ۹ .

7.سورة الدخان ( ۴۴ ) ، الآيات ۴۲ ـ ۴۳ .

8.سورة الزمر( ۳۹ ) ، الآية ۵۳ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 42059
صفحه از 610
پرینت  ارسال به