147
مسند ابي بصير ج1

توقّوا الذنوب فما من بليّة ولا نقص رزق إلاّ بذنب حتّى الخدش والكبوة ۱ والمصيبة . قال اللّه عز و جل : « وَ مَآ أَصَـبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » .۲
أكثروا ذكر اللّه عز و جل على الطعام ولا تطغوا فيه ، فإنّها نعمة من نعم اللّه ، ورزق من رزقه يجب عليكم فيه شكره وحمده . أحسنوا صحبة النعم قبل فواتها ، فإنّها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها .
من رضي عن اللّه عز و جل باليسير من الرزق رضي اللّه عنه بالقليل من العمل .
إيّاكم والتفريط فتقع الحسرة حين لا تنفع الحسرة .
إذا لقيتم عدوّكم في الحرب فأقلّوا الكلام ، وأكثروا ذكر اللّه عز و جل ، ولا تولّوهم الأدبار فتسخطوا اللّه ربّكم وتستوجبوا غضبه . وإذا رأيتم من إخوانكم في الحرب الرجل المجروح ، أو من قد نكل ، أو من قد طمع عدوّكم فيه فقوّوه ۳ بأنفسكم .
اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه فإنّه يقي مصارع السوء ، ومن أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند اللّه فلينظر كيف منزلة اللّه منه عند الذنوب ، كذلك منزلته عند اللّه تبارك وتعالى .
أفضل ما يتّخذه الرجل في منزله لعياله الشاة ، فمن كانت في منزله شاة قدّست عليه الملائكة في كلّ يوم مرّة ، ومن كانت عنده شاتان قدّست عليه الملائكة مرّتين في كلّ يوم ، وكذلك في الثلاث تقول : بورك فيكم .
إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم واللبن ، فإنّ اللّه عز و جل جعل القوَّة فيهما .
إذا أردتم الحجَّ فتقدموا في شراء الحوائج ببعض ما يقوّيكم على السفر ، فإنَّ اللّه عز و جل يقول : « وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأََعَدُّواْ لَهُو عُدَّةً » .۴

1.الكبوة: الانكباب على الوجه .

2.سورة الشورى ( ۴۲ ) ، الآية ۳۰ .

3.أي : احفظوه .

4.سورة التوبة ( ۹ ) ، الآية ۴۶ .


مسند ابي بصير ج1
146

خالفوا أصحاب المسكر وكلوا التمر ، فإنّ فيه شفاء من الأدواء .
اتّبعوا قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فإنّه قال : من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه باب فقر . أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق . وقدّموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا .
إيّاكم والجدال فإنّه يورث الشكّ .
من كانت له إلى ربّه عز و جل حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة ويصوّت الطير ، وساعةٌ في آخر اللّيل عند طلوع الفجر ، فإنّ ملكين يناديان : هل من تائب يتاب عليه ؟ هل من سائل يُعطى ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ هل من طالب حاجة فتقضى له ؟ فأجيبوا داعي اللّه واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، وهي الساعة الّتي يقسّم اللّه فيها الرزق بين عباده .
انتظروا الفرج ، ولا تيأسوا من روح اللّه ، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه عز و جل انتظار الفرج ، ومادام عليه العبد المؤمن .
توكّلوا على اللّه عز و جل عند ركعتي الفجر إذا صلّيتموها ففيها تعطوا الرغائب .
لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم ، ولا يصلّين أحدكم وبين يديه سيف فإنّ القبلة أمن .
أتمّوا برسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم حجّكم إذا خرجتم إلى بيت اللّه ، فإنّ تركه جفاء وبذلك أُمرتم ، وبالقبور التّي ألزمكم اللّه عز و جل حقّها وزيارتها ، واطلبوا الرزق عندها .
ولا تستصغروا قليل الآثام ، فإنّ الصغير يُحصى ويرجع إلى الكبير ، وأطيلوا السجود فما من عمل أشدّ على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجدا ؛ لأ نّه أُمر بالسجود فعصى ، وهذا أُمر بالسجود فأطاع فنجا .
أكثروا ذكر الموت ، ويوم خروجكم من القبور ، وقيامكم بين يدي اللّه عز و جل تهون عليكم المصائب .
إذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي ، وليضمر في نفسه أ نّها تُبرء فإنّه يعافي إن شاء اللّه .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 45730
صفحه از 610
پرینت  ارسال به