155
مسند ابي بصير ج1

عنكم سيّئاتكم ، وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم ، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلاّ بذنوب اجترحوا ، إنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد ، ولو أ نهم استقبلوا ذلك بالدعاء والإنابة لم تزل ، ولو أ نهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى اللّه عز و جل بصدقٍ من نيّاتهم ، ولم يهنوا ولم يسرفوا لأ صلح اللّه لهم كلّ فاسد ، ولردّ عليهم كلّ صالح .
وإذا ضاق المسلم فلا يشكونّ ربّه عز و جل ، وليشتك إلى ربّه الّذي بيده مقاليد الاُمور وتدبيرها .
في كلّ امرى ء واحدة من ثلاث : الطيرة ، والكبر ، والتمنّي ؛ فإذا تطيّر أحدكم فليمض على طيرته وليذكر اللّه عز و جل ، وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة ؛ وإذا تمنى فليسأل اللّه عز و جل ويبتهل إليه ولا ينازعه نفسه إلى الإثم .
خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا . إنَّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّبٌ أو نبيّ مرسلٌ أو عبد قد امتحن اللّه قلبه للإيمان . إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ باللّه وليقل : آمنت باللّه وبرسوله مخلصا له الدِّين .
إذا كسا اللّه عز و جل مؤمنا ثوبا جديدا فليتوضّأ وليصلِّ ركعتين يقرأ فيهما أُمّ الكتاب وآية الكرسيّ و « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » و « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » ، ثمّ ليحمد اللّه الّذي ستر عورته ، وزيّنه في الناس ، وليكثر من قول : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ، فإنّه لا يُعصى اللّه فيه ، وله بكلّ سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر له ويترحمّ عليه .
اطرحوا سوء الظن بينكم ، فإنَّ اللّه عز و جل نهى عن ذلك .
أنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ومعي عترتي وسبطيَّ على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا ، فإنّ لكلّ أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ، ولأهل مودّتنا شفاعة ، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنّا نذود عنه أعدائنا ، ونسقي منه أحبّائنا وأوليائنا ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، حوضنا مترع فيه مثعبان ۱ ينصبّان من الجنّة ؛ أحدهما من تسنيم ،

1.المثعب : مسيل المياه .


مسند ابي بصير ج1
154

استعيذوا باللّه من ضلع الدين ۱ وغلبة الرجال .
من تخلّف عنّا هلك .
تشمير الثياب طهور لها ، قال اللّه ـ تبارك وتعالى ـ : « وَ ثِيَابَكَ فَطَهِّرْ »۲ يعني فشمّر .
لعق العسل شفاء من كلّ داء ، قال اللّه ـ تبارك وتعالى ـ : « يَخْرُجُ مِنم بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَ نُهُو فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ »۳ ، وهو مع قراءة القرآن . ومضغ اللبان يذيب البلغم .
ابدؤوا بالملح في أوّل طعامكم . فلو يعلم الناس ما في الملح لاختاروه على الترياق المجرَّب . من ابتدأ طعامه بالملح ذهب عنه سبعون داء وما لا يعلمه إلاّ اللّه عز و جل .
صبّوا على المحموم الماء البارد في الصيف ، فإنّه يسكن حرّها .
صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر فهي تعدل صوم الدهر . ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء ؛ لأنّ اللّه عز و جل خلق جهنّم يوم الأربعاء .
إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس ، فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال : اللّهمَّ بارك لاُمّتي في بكورها يوم الخميس . وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر آل عمران وآية الكرسي وإنّا أنزلناه ، واُمّ الكتاب ، فإنّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة .
عليكم بالصفيق من الثياب فإنّه من رقّ ثوبه رقَّ دينه . لا يقومنَّ أحدكم بين يدي الربّ جلّ جلاله وعليه ثوب يشفّ .
توبوا إلى اللّه عز و جل وادخلوا في محبّته ، فإنّ اللّه عز و جل يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين . والمؤمن توّاب .
إذا قال المؤمن لأخيه : اُفٍّ انقطع ما بينهما ، فإذا قال له : أنت كافر كفر أحدهما ، وإذا اتّهمه انماث الإسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء .
باب التوبة مفتوح لمن أرادها فتوبوا إلى اللّه توبةً نصوحا ، عسى ربّكم أن يكفّر

1.أي : من إعوجاج الدِّين والميل إلى خلافه .

2.سورة المدثر ( ۷۴ ) ، الآية ۴ .

3.سورة النحل ( ۱۶ ) ، الآية ۶۹ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27705
صفحه از 610
پرینت  ارسال به