157
مسند ابي بصير ج1

في سبيل اللّه ، من شهدنا في حربنا أو سمع واعيتنا ۱ فلم ينصرنا أكبّه اللّه على منخريه في النار . نحن باب الغوث إذا اتّقوا وضاقت عليهم المذاهب ، ونحن باب حطّة ـ وهو باب السلام ـ ، من دخله نجا ومن تخلّف عنه هوى ، بنا يفتح اللّه وبنا يختم اللّه ، وبنا يمحو مايشاء وبنا يثبت ، وبنا يدفع اللّه الزمان الكَلِب ۲ ، وبنا ينزل الغيث ، فلا يغرّنّكم باللّه الغرور . ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عز و جل ، ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ، ولأخرجت الأرض نباتها ، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد ، واصطلحت السباع والبهائم حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام ، لا تضع قدميها إلاّ على النبات ، وعلى رأسها زينتها ، لا يهيجها سبع ولا تخافه .
ولو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدوِّكم وصبركم على ماتسمعون من الأذى لقرّت أعينكم ، ولو فقدتموني لرأيتم من بعدي أُمورا يتمنّى أحدكم الموت ممّا يرى من أهل الجحود والعدوان من أهل الأثرة والاستخفاف بحقّ اللّه تعالى ذكره والخوف على نفسه ، فإذا كان ذلك فاعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرّقوا ، وعليكم بالصبر والصلاة والتقيّة .
اعلموا أنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ يبغض من عباده المتلوّن ، فلا تزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحقّ ، فإنّ من استبدل بنا هلك وفاتته الدنيا وخرج منها .
إذا دخل أحدكم منزله فليسلّم على أهله ؛ يقول : « السلام عليكم » ، فإن لم يكن له أهل فليقل : « السلام علينا من ربّنا » . وليقرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » حين يدخل منزله ، فإنّه ينفي الفقر .
علّموا صبيانكم الصلاة ، وخذوهم بها إذا بلغوا ثمان سنين .
تنزّهوا عن قرب الكلاب ، فمن أصاب الكلب وهو رطب فليغسله ، وإن كان جافّا فلينضح ثوبه بالماء .
إذا سمعتم من حديثنا مالا تعرفون فردّوه إلينا وقفوا عنده وسلّموا حتّى يتبيّن لكم

1.الواعية : الصوت والصراخ .

2.أي : شديد ، ضيّق ، جدب .


مسند ابي بصير ج1
156

والآخر من معين ، على حافتيه الزعفران ، وحصاه اللّؤلؤ والياقوت ، وهو الكوثر .
إنّ الاُمور إلى اللّه عز و جل ليست إلى العباد ، ولو كانت إلى العباد ماكانوا ليختاروا علينا أحدا ، ولكنَّ اللّه يختصّ برحمته من يشاء ، فاحمدوا اللّه على ما اختصّكم به من بادى ء النعم ـ أعني طيب الولادة ـ .
كلّ عين يوم القيامة باكية ، وكلّ عين يوم القيامة ساهرةٌ ، إلاّ عين من اختصه اللّه بكرامته ، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد عليهم السلام .
شيعتنا بمنزلة النحل ، لو يعلم الناس ما في أجوافها لأكلوها .
لا تعجّلوا الرجل عند طعامه حتّى يفرغ ، ولا عند غائطه حتّى يأتي على حاجته .
إذا انتبه أحدكم من نومه فليقل : لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم الحيُّ القيّوم وهو على كلّ شيء قدير ، سبحان ربِّ النبيّين وإله المرسلين ، ربّ السماوات السبع وما فيهنّ وربّ الأرضين السبع وما فيهنّ ، وربّ العرش العظيم ، والحمد للّه ربّ العالمين . فإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم : حسبي اللّه ، حسبي الربّ من العباد ، حسبي الّذي هو حسبي منذ كنت ، حسبي اللّه ونعم الوكيل .
وإذا قام أحدكم من اللّيل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ : « إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ ـ إلى قوله ـ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ »۱ الإطلاع في بئر زمزم يذهب الداء ، فاشربوا من مائها ممّا يلي الركن الّذي فيه الحجر الأسود ، فإنّ تحت الحجر أربعة أنهار من الجنّة : الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان ، وهما نهران .
لايخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ، ولا ينفذ في الفيء أمر اللّه عز و جل ، فإن مات في ذلك كان معيّنا لعدوّنا في حبس حقوقنا،والإشاطة بدمائنا،وميتته ميتةٌ جاهليّةٌ.
ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب ، وجهتنا رضى الربّ عز و جل . والآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه

1.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآيات ۱۹۰ ـ ۱۹۴ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27680
صفحه از 610
پرینت  ارسال به