161
مسند ابي بصير ج1

خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من اللّه عز و جل . لو يعلم المصلّي مايغشاه من جلال اللّه ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده .
إيّاكم وتسويف العمل ، بادروا به إذا أمكنكم .
ما كان لكم من رزق فسيأتيكم على ضعفكم ، وما كان عليكم فلن تقدروا أن تدفعوه بحيلة . مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، واصبروا على ما أصابكم .
سراج المؤمن معرفة حقّنا . أشدّ العمى من عمى عن فضلنا وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منّا ، إلاّ أ نّا دعونا إلى الحقّ ، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منّا والعداوة لنا .
لنا راية الحقّ من استظلّ بها كنّته ۱ ، ومن سبق إليها فاز ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومن فارقها هوى ، ومن تمسّك بها نجا . أنا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة . واللّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق .
إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر تتفرّقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب . إذا عطس أحدكم فسمّتوه ؛ قولوا : « يرحمك اللّه » ، وهو يقول لكم : « يغفر اللّه لكم ويرحمكم » قال اللّه ـ تبارك وتعالى ـ : « وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ » .۲
صافح عدوّك وإن كره ، فإنّه ممّا أمر اللّه عز و جل به عباده يقول « ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُو عَدَ وَةٌ كَأَنَّهُو وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَ مَا يُلَقَّـلـهَآ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَ مَا يُلَقَّـلـهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ »۳ ، ما يكافئ عدوّك بشيء أشدّ عليه من أن تطيع اللّه فيه ، وحسبك أن ترى عدوّك يعمل بمعاصي اللّه عز و جل .
الدنيا دول ، فاطلب حظّك منها بأجمل الطلب حتّى تأتيك دولتك .

1.أي : سترته في كنه وغظّته وصانته من الشمس .

2.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۸۶ .

3.سورة فصلت ( ۴۱ ) ، الآيات ۳۴ ـ ۳۵ .


مسند ابي بصير ج1
160

وَ مَلَـلـءِكَتَهُو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ » 1 فصلّوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها . ليس في البدن شيء أقلّ شكرا من العين ، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر اللّه عز و جل . وإذا قرأتم : « وَ التِّينِ » 2 فقولوا في آخرها : ونحن على ذلك من الشاهدين .
وإذا قرأتم قوله : « ءَامَنَّا بِاللَّهِ » 3
اغسلوا صبيانكم من الغمر ، فإنّ الشياطين تشمّ الغمر فيفزع الصبيّ في رقاده ، ويتأذّى به الكاتبان .
لكم أوّل نظرة إلى المرأة فلا تتّبعوها بنظرة اُخرى ، واحذروا الفتنة .
مدمن الخمر يلقى اللّه عز و جل حين يلقاه كعابد وثن . فقال حَجْر بن عُديّ : يا أمير المؤمنين ماالمدمن ؟ قال : الّذي إذا وجدها شربها .
من شرب المسكر لم تقبل صلاته أربعين يوما وليلة . من قال لمسلم قولاً يريد به انتقاص مروءته حبسه اللّه عز و جل في طينة خبال حتّى يأتي ممّا قال بمخرج .
لا ينام الرجل مع الرجل ( ولا المرأة مع المرأة في ثوب واحد ) فمن فعل ذلك وجب عليه الأدب ، وهو التعزير . كلوا الدُبّاء 4 فإنّه يزيد في الدماغ ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميعجبه الدُبّاء .كلوا الاُترج قبل الطعام وبعده ، فإنّ آل محمدّ عليهم السلاميفعلون ذلك . الكمثرى يجلو القلب ، ويسكّن أوجاع الجوف .
إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إبليس ينظر إليه حسدا لما يرى من رحمة اللّه الّتي تغشاه .
شرّ الاُمور محدثاتها ، وخير الاُمور ما كان للّه عز و جل رضا .
من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة .
اتّخذوا الماء طيبا .
من رضي من اللّه عز و جل بما قسم له استراح بدنه .

1.سورة الأحزاب ( ۳۳ ) ، الآية ۵۶ .

2.سورة التين (۹۵) ، الآية ۱ .

3. فقولوا : آمنّا باللّه ، حتّى تبلغوا إلى قوله : « مُسْلِمُونَ » .. سورة البقرة ( ۲ ) ، الآية ۱۳۶ . إذا قال العبد في التشهّد في الأخيرتين وهو جالس : « أشهد أن لاإله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمّدا عبده رسوله ، وأنّ الساعة آتيةٌ لا ريب فيها وأنّ اللّه يبعث من في القبور » ، ثمّ أحدث حدثا فقد تمّت صلاته . ما عُبد اللّه بشيء أشدّ من المشي إلى بيته . اطلبوا الخير في أخفاف الإبل وأعناقها صادرةً وواردة . إنّما سمّي السقاية ؛ لأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أمر بزبيب اُتي به من الطائف أن ينبذ ويطرح في حوض زمزم ـ لأنّ ماءها مرّ ـ فأراد أن يكسر مرارته ، فلا تشربوا إذا عتق . إذا تعرّى الرجل نظر إليه الشيطان ، فطمع فيه فاستتروا . ليس للرجل أن يكشف ثيابه عن فخذه ويجلس بين قوم . من أكل شيئا من المؤذيات بريحها فلا يقربنَّ المسجد . ليرفع الرجل الساجد مؤخّره في الفريضة إذا سجد . إذا أراد أحدكم الغُسل فليبدأ بذراعيه فليغسلهما . إذا صلّيت فاسمِعْ نفسك القراءة والتكبير والتسبيح . إذا انفتلت من الصلاة فانفتل عن يمينك . تزوّد من الدنيا فإنّ خير ما تزوّدت منها التقوى . فقدت من بني إسرائيل اُمّتان : واحدة في البحر ، واُخرى في البرّ ، فلا تأكلوا إلاّ ماعرفتم . من كتم وجعا أصابه ثلاثة أيّام من الناس وشكا إلى اللّه ، كان حقّا على اللّه أن يعافيه منه . أبعد ما كان العبد من اللّه إذا كان همّه بطنه وفرجه . لا يخرج الرجل في سفر يخاف فيه على دينه وصلاته . اُعطي السمع أربعة : النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، والجنّة ، والنار ، والحور العين ، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النبي صلى الله عليه و آله وسلمويسأل اللّه الجنّة ، ويستجير باللّه من النار ، ويسأله أن يزوّجه من الحور العين ، فإنّه من صلّى على محمّد النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم سمعه النبيّ ورفعت دعوته ، ومن سأل اللّه الجنّة ، قالت الجنّة : يا ربِّ أعطِ عبدك ما سأله . ومن استجار من النار قالت النار : ياربّ أجر عبدك ممّا استجارك ، ومن سأل الحور العين قلن : اللّهمَّ ياربّ أعطِ عبدك ما سأل . الغناء نوح إبليس على الجنّة . إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن وليقل : « بسم اللّه ، وضعت جنبي للّه على ملّة إبراهيم ودين محمّد صلى الله عليه و آله وسلموولاية من افترض اللّه طاعته ، ماشاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن » فمن قال ذلك عند منامه حُفظ من اللص والمغير والهدم ، واستغفرت له الملائكة . من قرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » حين يأخذ مضجعه وكّل اللّه عز و جل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته . إذا أراد أحدكم النوم فلا يضعنّ جنبه الأرض حتّى يقول : « أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربّي وخوّلني بعزَّة اللّه ، وعظمة اللّه وجبروت اللّه وسلطان اللّه ورحمة اللّه ورأفة اللّه وغفران اللّه وقوّة اللّه وقدرة اللّه وجلال اللّه وبصنع اللّه وأركان اللّه ، وبجمع اللّه وبرسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، وبقدرة اللّه على مايشاء من شرّ السامّة والهامّة ، ومن شرّ الجنّ والإنس ، ومن شرّ ما يدبّ في الأرض وما يخرج منها ، ومن شرّ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، ومن شر كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم ، وهو على كلّ شيء قدير ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم » فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان يعوّذ بها الحسن والحسين عليهاالسلام ، وبذلك أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . ونحن الخزّان لدين اللّه ، ونحن مصابيح العلم ، إذا مضى منّا علمٌ بدا علمٌ ، لايضلّ من اتّبعنا ولا يهتدي من أنكرنا ، ولا ينجو من أعان علينا عدوّنا ، ولايعان من أسلمنا ، فلا تتخلّفوا عنّا لطمع دنيا وحطام زائل عنكم وأنتم تزولون عنه ، فإنّ من آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا عظمت حسرته غدا ، وذلك قول اللّه عز و جل : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَـحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنمـبِ اللَّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السَّـخِرِينَ » . سورة الزمر ( ۳۹ ) ، الآية ۵۶ .

4.الدُبّاء : القرع .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27638
صفحه از 610
پرینت  ارسال به