175
مسند ابي بصير ج1

المؤمنين أكناف الكافرين ، وفتح اللّه عليهم بلادهم ، فاحفظوا هذا الوقت ، فسيرد عليكم الخبر بذلك ، وكان بين المدينة ونهاوند مسيرة أكثر من خمسين يوما .
قال الباقر عليه السلام : فإذا كان مثل هذا لعمر ، فكيف لا يكون مثل هذا لعلي بن أبي طالب عليه السلام ؟ ! ولكنهم قوم لا ينصفون بل يكابرون .
وعن عبداللّه بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى : إن الحسن البصري يزعم أن الّذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار .
فقال أبو جعفر عليه السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون واللّه مدحه بذلك ! وما زال العلم مكتوما مُنذ بعث اللّه عز و جل رسوله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالاً ، فواللّه ، ما يوجد العلم إلاّ هاهنا ، وكان عليه السلام يقول : محنة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا . ۱

۷.علل الشرائع :حدَّثنا علي بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه قال : حدَّثنا محمّد بن أبي عبداللّه الكوفي ، عن الأسدي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام : قال : سُميّت حوّاء حوّاء؛ لأنها خُلقت من حيّ، قال اللّه عز و جل: « خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَ حِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا »۲ . ۳

1.الاحتجاج ، ج۲ ، ص۶۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۱۰۰ ( كتاب النبوّة ، باب فضل آدم وحوّاء وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح۳ ) .

2.سورة النساء ( ۴ ) ، الآية ۱ .

3.علل الشرائع ، ج۱ ، ص۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۱۰۰ ( كتاب النبوّة ، باب فضل آدم وحوّاء وبعض أحوالهما عليهماالسلام ، ح۵ ) . اختلف في اشتقاق اسم آدم فقيل : اسم أعجمي لا اشتقاق له كآذر . وقيل : اشتق من الاُدمة بمعنى السمرة ؛ لأ نّه عليه السلام كان أسمر اللون . وقيل : من الادمة ـ بالفتح ـ بمعنى الاُسوة . وقيل : من أديم الأرض ؛ أي وجهها ، وقد روي هذا في أخبار العامّة أيضا . وقيل : من الإدام بمعنى مايؤتدم به . وقيل : من الأدم بمعنى الاُلفة والاتّفاق ، وماورد في الخبر هو المتّبع . وأمّا ما ذكره الصدوق رحمه الله من كون الأديم اسما للأرض الرابعة ، فلم نجد له أثرا في كتب اللغة ، ولعله وصل إليه بذلك خبر . وأمّا اشتقاق حوّاء من الحيّ أو الحيوان ؛ لكون الاُولى واويا ، والآخريان اليائي يخالف القياس ، ويمكن أن يكون مبنيا على قياس لغة آدم عليه السلام أو يكون مشتقا من لفظ يكون في لغتهم بمعنى الحياة ، مع أ نّه كثيرا مايرد الاشتقاق في لغة العرب على خلاف قياسهم ، فيسمّونه سماعيا وشاذّا ، فليكن هذا منها .


مسند ابي بصير ج1
174

فقام رجل من مجلس زين العابدين لما ذكر هذا وقال له : يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كيف يكون وهذا للأنبياء لا لغيرهم ؟
فقال زين العابدين عليه السلام : هذا هو معجزة لمحمد رسول اللّه لا لغيره ؛ لأن اللّه إنما رفعه بدعاء محمّد ، وزاد في نور بصره أيضا بدعاء محمّد ، حتّى شاهد ما شاهد وأدرك ما أدرك ، ثم قال له الباقر عليه السلام : ياعبداللّه ، ما أكثر ظلم كثير من هذه الاُمة لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وأقل أنصارهم ، أم يمنعون عليا ما يعطونه ساير الصحابة ، وعلي أفضلهم ، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره ، قيل : وكيف ذاك يابن رسول اللّه ؟
قال : لأنكم تتولون محبي أبي بكر ابن أبي قحافة ، وتتبرؤن من إعدائه كائنا من كان ، وكذلك تتولون عمر بن الخطاب ، وتتبرؤن من أعدائه كائنا من كان ، وتتولون عثمان بن عفان وتتبرؤن من أعدائه كائنا من كان ، حتّى إذا صار إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قالوا : نتولى محبيه ، ولا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم ، فكيف يجوز هذا لهم ؟ ورسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول في علي : « اللّهمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » افترونه لا يعادي من عاداه ؟ ! ولا يخذل من خذله ؟ ! ليس هذا بانصاف . ثم أُخرى : إنهم إذا ذُكر لهم ما أخص اللّه به عليا بدعاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكرامته على ربه تعالى ، جحدوه ، وهم يقبلون ما يُذكر لهم في غيره من الصحابة ، فما الّذي منع عليا ما جعله لسائر أصحاب رسول اللّه ؟ هذا عمر بن الخطاب ، إذا قيل لهم : إنه كان على المنبر بالمدينة يخطب إذ نادى في خلال خطبته : « ياسارية الجبل » ، وعجب القوم وقالوا : ما هذا من الكلام الّذي في هذه الخطبة ! فلما قضى الخطبة والصلاة قالوا : ما قولك في خطبتك ياسارية الجبل ؟
فقال : اعلموا إني وأنا أخطب إذ رميت ببصري نحو الناحية الّتي خرج فيها إخوانكم إلى غزوة الكافرين بنهاوند ، وعليهم سعد بن أبي وقاص ، ففتح اللّه لي الأستار والحجب ، وقوى بصري حتّى رأيتهم وقد اصطفوا بين يَدَي جبل هناك ، وقد جاء بعض الكفار ليدور خلف سارية ، وساير من معه من المسلمين ، فيحيطوا بهم فيقتلوهم ، فقلت : « يا سارية الجبل » ، ليُلتجأ إليه ، فيمنعهم ذلك من أن يحيطوا به ، ثم يقاتلوا ، ومنح اللّه أخوانكم

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43831
صفحه از 610
پرینت  ارسال به