179
مسند ابي بصير ج1

فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَ نُذُرِ * إِنَّـآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ » 1 وقال : « الرِّيحَ الْعَقِيمَ » 2 وقال : « رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ » 3 وقال « فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ » 4 وما ذكر من الرياح الّتي يعذّب اللّه بها من عصاه ، قال : وللّه عزَّ ذكره رياح رحمة لواقح وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته ، منها ما يهيّج السحاب للمطر ، ومنها رياح تحبس السحاب بين السماء والأرض ، ورياح تعصر السحاب فتمطره بإذن اللّه ، ومنها رياحٌ ممّا عدَّد اللّه في الكتاب ، فأمّا الرياح الأربع : الشمال والجنوب والصبا والدبور ، فإنّما هي أسماء الملائكة الموكلين بها ، فإذا أراد اللّه أن يهبّ شمالاً أمر الملك الّذي اسمه الشمال فيهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه ، فتفرّقت ريح الشمال حيث يريد اللّه من البر والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث جنوبا أمر الملك الّذي اسمه الجنوب فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الجنوب في البرّ والبحر حيث يريد اللّه ، وإذا أراد اللّه أن يبعث ريح الصبا أمر الملك الّذي اسمه الصبا فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الصبا حيث يريد اللّه ـ جلَّ وعزَّ ـ في البر والبحر ، وإذا أراد اللّه أن يبعث دبورا أمر الملك الّذي اسمه الدبور فهبط على البيت الحرام ، فقام على الركن الشامي ، فضرب بجناحه فتفرَّقت ريح الدبور حيث يريد اللّه من البر والبحر ، ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام : أما تسمع لقوله : ريح الشمال وريح الجنوب وريح الدبور وريح الصبا ، إنّما تضاف إلى الملائكة الموكّلين بها . 5

۱۷.الخصال :حدَّثنا محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدَّثنا أحمد بن إدريس قال : حدَّثنا محمّد بن أحمد بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : توقّوا الحجامة يوم الأربعاء والنورة ، فإن يوم

1.سورة القمر ( ۵۴ ) ، الآيات ۱۸ ـ ۱۹ .

2.سورة الذاريات ( ۵۱ ) ، الآية ۴۱ .

3.سورة الأحقاف ( ۴۶ ) ، الآية ۲۴ .

4.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآية ۲۶۶ .

5.الكافي ، ج۸ ، ص۹۱ ( كتاب الروضة ، ح ۶۳) ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۵۴ ( كتاب النبوّة ، باب قصة هود عليه السلاموقوم عاد ، ح۶ ) .


مسند ابي بصير ج1
178

۱۴.تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء اللّه ، وكانت مأمورة فخلّى سبيلها نوح ، فأوحى اللّه إلى الجبال : « إني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكم ، فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودي ، وهو جبل بالموصل ، فضرب جؤجؤ السفينة الجبل ، فقال نوح عند ذلك : « يا ماريا أتقن » ، وهو بالعربية : ربّ أصلح . ۱

۱۵.الكافي :عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم رفعه إلى أبي بصير ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في السنة الّتي قُبض فيها أبو عبداللّه عليه السلامفقلت : جُعلت فداك ! مالك ذبحت كبشا ونحر فلان بُدنة ؟ فقال : يا أبا محمّد ، إنّ نوحا عليه السلام كان في السفينة وكان فيها ما شاء اللّه ، وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء ، وخلّى سبيلها نوح ، فأوحى اللّه عز و جل إلى الجبال : « إنّي واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكنّ » ، فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ ـ وهو جبل عندكم ـ ، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل . قال : فقال نوح عند ذلك : « يا ماري أتقن » ، وهو بالسريانية : ربِّ أصلح ، قال : فظننت أن أبا الحسن عليه السلام عرّض بنفسه . ۲

16.الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب وهشام بن سالم ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، عن الرياح الأربع ؛ الشمال والجنوب والصبا والدبور ، وقلت : إنّ الناس يذكرون أنّ الشمال من الجنّة والجنوب من النار ؟ فقال : إنّ للّه عز و جل جنودا من رياح يعذّب بها من يشاء ممّن عصاه ، ولكلِّ ريح منها ملك موكّل بها ، فإذا أراد اللّه عز و جل أن يعذِّب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموّكل بذلك النوع من الريح الّتي يريد أن يعذّبهم بها . قال : فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب . قال : ولكلّ ريح منهنّ اسم ، أما تسمع قوله تعالى : « كَذَّبَتْ عَادٌ

1.تفسير العيّاشي ، ج۲ ، ص۱۵۰ ( ح۳۸ ) ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۳۸ ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلامعلى قومه وقصة الطوفان ، ح۷۲ ) .

2.الكافي ، ج۲ ، ص۱۲۴ ( كتاب الإيمان والكفر ، باب التواضع ح۱۲ ) ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۳۸ ( كتاب النبوّة ، باب بعثته عليه السلام على قومه وقصة الطوفان ، ح۷۳ ) .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43790
صفحه از 610
پرینت  ارسال به