181
مسند ابي بصير ج1

لا نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا ، وكذلك في اليوم الثاني والثالث ، فلمّا كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم وقلقلت قلوبهم ، فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، ثم أرسل اللّه عليهم نارا من السماء فأحرقتهم . ۱

۱۹.الكافي :عليّ بن محمّد ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : قلت له : « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُواْ أَبَشَرًا مِّنَّا وَ حِدًا نَّتَّبِعُهُو إِنَّـآ إِذًا لَّفِى ضَلَـلٍ وَ سُعُرٍ * أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنم بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ »۲ قال : هذا كان بما كذبوا به صالحا ، وما أهلك اللّه عز و جل قوما قطّ حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل ، فيحتجّوا عليهم ، فبعث اللّه إليهم صالحا فدعاهم إلى اللّه ، فلم يجيبوا وعتوا عليه عتّوا وقالوا : « لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء » ، وكانت الصخرة يعظّمونها ويعبدونها ، ويذبحون عندها في رأس كلّ سنة ويجتمعون عندها ، فقالوا له : إن كنت كما تزعم نبيا رسولاً ، فادع لنا إلهكَ حتّى تخرج لنا من هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء ، فأخرجها اللّه كما طلبوا منه ، ثم أوحى اللّه ـ تبارك وتعالى ـ إليه أن : « يا صالح ، قل لهم : إنّ اللّه قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم » ، وكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم ، فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلاّ شرب من لبنها يومهم ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ، ولم تشرب الناقة ذلك اليوم ، فمكثوا بذلك ماشاء اللّه .
ثم إنّهم عتوا على اللّه ، ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا : اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها ، لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم ، ثم قالوا : من الّذي يلي قتلها ونجعل له جعلاً ما أحبّ ، فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ، ولد الزنى ، لا يُعرف له أب ، يقال له : قُدار ، شقيّ من الأشقياء ، مشؤوم عليهم ، فجعلوا له جعلاً ، فلما توجهت الناقة إلى الماء الّذي كانت تردّه ، تركها حتى شربت الماء وأقبلت راجعة ، فقعد لها في طريقها ، فضربها

1.قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص۱۰۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۸۵ ( كتاب النبوّة ، باب قصة صالح عليه السلاموقومه ، ح۱۱ ) .

2.سورة القمر ( ۵۴ ) ، الآيات ۲۳ ـ ۲۵ .


مسند ابي بصير ج1
180

الأربعاء يوم نحس مستمّر وفيه خلقت جهنّم . ۱

۱۸.قصص الأنبياء :الشيخ الصدوق ، عن أبيه ، عن محمّد العطار ، عن ابن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عليّ بن محمّد الخيّاط ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ـ صلوات اللّه عليه ـ في قوله تعالى : « كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُر »۲ فقال : هذا لمّا كذبوا صالحا ـ صلوات اللّه عليه ـ ، وما أهلك اللّه تعالى قوما قطّ حتى يبعث إليهم الرسل قبل ذلك فيحتّجوا عليهم ، فإذا لم يجيبوهم اُهلكوا ، وقد كان بعث اللّه صالحا عليه السلامفدعاهم إلى اللّه تعالى ، فلم يجيبوه وعتوا عليه فقالوا : « لن نؤمن حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء » ، وكانت صخرة يعظمونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها ، فقالوا له : « إن كنت كما تزعم نبيا رسولاً فادع اللّه يخرج لنا ناقة منها » ، فأخرجها لهم كما طلبوا منه ، فأوحى اللّه تعالى : « صالح إن قل لهم : إن اللّه تعالى جعل لهذه الناقة شرب يوم ، ولكم شرب يوم » ، فكانت الناقة إذا شربت يومها شربت الماء كلّه ، فيكون شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها ، فلا يبقى صغير ولا كبير إلاّ شرب من لبنها يومه ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا هم ذلك اليوم ولا تشرب الناقة ، فمكثوا بذلك ماشاء اللّه ، حتى عتوا ودبّروا في قتلها ، فبعثوا رجلاً أحمر أشقر أزرق لا يُعرف له أب ، ولد الزنى ، يقال له : « قذار » ۳ ليقتلها ، فلمّا توجهّت الناقة إلى الماء ضربها ضربة ثم ضربها اُخرى فقتلها ، وفرّ ۴ فصيلها حتى صعد إلى جبل ، فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلاّ أكل منها ، فقال لهم صالح عليه السلام : أعصيتم ربّكم ! إنّ اللّه تعالى يقول : « إن تبتم قُبلت توبتكم ، وإن لم ترجعوا بَعثتُ إليكم العذاب في اليوم الثالث » ، فقالوا : « يا صالح ، ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين » ۵ ، قال : إنكم تصبحون غدا وجوهكم مصفّرة واليوم الثاني محمّرّة واليوم الثالث مسودّة ، فاصفرت وجوههم ، فقال بعضهم : ياقوم ، قد جاءكم ما قال صالح ، فقال العتاة :

1.الخصال ، ص۳۸۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۶۳ ( كتاب النبوّة ، باب قصة هود عليه السلام وقوم عاد ، ح۲۳ ) .

2.سورة القمر (۵۴) ، الآية ۲۳ .

3.في بحار الأنوار : قدار .

4.في بحار الأنوار : ومرّ .

5.هذه العبارة اقتباس من سورة الأعراف (۷) ، الآية ۷۷ ، وفي الآية «إن كنت من المرسلين» . ولعلها نقلٌ بالمعنى أو غفلةً من النسّاخ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43771
صفحه از 610
پرینت  ارسال به