183
مسند ابي بصير ج1

نصف اللّيل أتاهم جبرئيل عليه السلام ، فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم ، وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنّطوا وتكفّنوا وعلموا أنّ العذاب نازلٌ بهم ، فماتوا أجمعون في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية ، ولا شيء إلاّ أهلكه اللّه ، فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين ، ثم أرسل اللّه عليهم مع الصيحة النار من السماء ، فأحرقتهم أجمعين ، وكانت هذه قصّتهم . ۱

۲۰.تفسير القمّي :قال عليّ بن إبراهيم : حدَّثني أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة يُدعى محمّد ، فيُكسا حلّة وردية ثم يقام على يمين العرش ، ثم يُدعى بإبراهيم عليه السلام فيُكسا حلّة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثم يُدعى بعلي أمير المؤمنين عليه السلام فيُكسا حلّة وردية فيقام على يمين النبي صلى الله عليه و آله ، ثم يُدعى بإسماعيل فيُكسا حلّة بيضاء فيقام على يسار إبراهيم ، ثم يدعى بالحسن فيُكسا حلّة وردية فيقام على يمين أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم يُدعى بالحسين عليه السلام فيُكسا حلّة وردية ويقام على يمين الحسن عليه السلام ، ثم يُدعى بالأئمّة فيُكسون حللاً وردية ويقام كل واحد على يمين صاحبه ، ثم يُدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يُدعى بفاطمة عليهاالسلامونسائها من ذرّيتها وشيعتها فيدخلون الجنّة بغير حساب ، ثم ينادي منادٍ من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة والاُفق الأعلى : نعمَ الأب أبوك يا محمّد ، وهو إبراهيم ، ونعمَ الأخ أخوك ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ونعمَ السبطان سبطاك ، وهما الحسن والحسين ، ونعمَ الجنين جنينك ، وهو محسن ، ونعمَ الأئمّة الراشدون من ذرّيتك ، وهم فلان وفلان ، ونعمَ الشيعة شيعتك ، ألا إنّ محمّدا ووصيه وسبطيه والأئمّة من ذرّيته هم الفائزون ، ثم يؤمر بهم إلى الجنّة ، وذلك قوله : « فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ »۲ . ۳

۲۱.تفسير القمّي :حدَّثنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن

1.الكافي ، ج۸ ، ص۱۸۷ ( كتاب الروضة ، ح۲۱۴ ) ؛ بحار الأنوار ، ج۱۱ ، ص۳۸۸ ( كتاب النبوّة ، باب قصّة صالح عليه السلاموقومه ، ح۱۴ ) .

2.سورة آل عمران ( ۳ ) ، الآية ۱۸۵ .

3.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۱ ، ص۱۲۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۶ ( كتاب النبوّة ، باب علل تسمية إبراهيم عليه السلاموفضائله ، ح۱۴ ) .


مسند ابي بصير ج1
182

بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا ، فضربها ضربة اُخرى فقتلها وخرّت إلى الأرض على جنبها ، وهرب فصيلها حتّى صعد إلى الجبل ، فرغى ثلاث مرّات إلى السماء ، وأقبل قوم صالح فلم يبق أحدٌ منهم إلاّ شركه في ضربته ، واقتسموا لحمها فيما بينهم ، فلم يبق منهم صغير ولا كبير إلاّ أكل منها . فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم ، فقال : يا قوم ، ما دعاكم إلى ما صنعتم ؟ أعصيتم ربّكم ! فأوحى اللّه ـ تبارك وتعالى ـ إلى صالح عليه السلام : إنّ قومك قد طغوا وبغوا ، وقتلوا ناقة بعثتها إليهم حجّة عليهم ، ولم يكن عليهم فيها ضرر ، وكان لهم منها أعظم المنفعة ، فقل لهم : إني مرسل عليكم عذابي إلى ثلاثة أيّام ، فإن هم تابوا ورجعوا قبلتُ توبتهم وصددتُ عنهم ، وإن هم لم يتوبوا ولم يرجعوا ، بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث .
فأتاهم صالح عليه السلام فقال لهم : « ياقوم ، إني رسول ربّكم إليكم وهو يقول لكم : إن أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم ، غفرت لكم وتبت عليكم » .
فلمّا قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا وأخبث «وقالوا : يا صالح ، ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين » ۱ .
قال : « يا قوم ، إنّكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرّة ، واليوم الثاني وجوهكم محمرّة ، واليوم الثالث وجوهكم مسودّة » .
فلمّا أن كان أوّل يوم أصبحوا ووجوههم مصفرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا ۲ : « قد جاءكم ما قال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : «لا نسمع قول صالح ، ولا نقبل قوله وإن كان عظيما » .
فلمّا كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرّة ، فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا : « يا قوم ، قد جاءكم ما قال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : « لو أُهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ! ولا تركنا آلهتنا الّتي كان آباؤنا يعبدونها » ، ولم يتوبوا ولم يرجعوا .
فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودّة ، فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : « يا قوم ، أتاكم ماقال لكم صالح » ، فقال العتاة منهم : « قد أتانا ما قال لنا صالح » ، فلمّا كان

1.هذه العبارة اقتباس من سورة الأعراف (۷) ، الآية ۷۷ ، وفي الآية «إن كنت من المرسلين» . ولعلّها نقلٌ بالمعنى أو غفلةً من النسّاخ .

2.في البحار : « وقالوا : ياقوم » .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43772
صفحه از 610
پرینت  ارسال به