185
مسند ابي بصير ج1

كما يشبّ غيره في الجمعة ، ويشبّ في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، ويشبّ في الشهر كما يشّب غيره في السنة ، فمكث ماشاء اللّه أن يمكث ، ثم إنّ اُمّه قالت لأبيه : لو أذنت لي حتّى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت . قال : فافعلي ، فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم عليه السلاموإذا عيناه تزهران كأ نّهما سراجان ، فأخذته وضمّته إلى صدرها وأرضعته ، ثم انصرفت عنه ، فسألها أبوه عن الصبي فقالت له : قد واريته في التراب ، فمكثت تعتلّ وتخرج في الحاجة ، وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمّه إليها وترضعه ثم تنصرف ، فلمّا تحرك أتته اُمّه كما كانت تأتيه وصنعت كما كانت تصنع ، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له : مالك ؟ فقال لها : اذهبي بي معك ، فقالت له : حتّى استأمر أباك ، فلم يزل إبراهيم في الغيبة مخفيّا لشخصه كاتما لأمره ، حتى ظهر فصدع بأمر اللّه ـ تعالى ذكره ـ وأظهر اللّه قدرته فيه . ۱

۲۳.قصص الأنبياء :أخبرنا السيّد أبو البركات محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن عبدالصمد سعد النيشابوري ، عن السيّد أبي البركات الحوري عن أبي جعفر بن بابويه : حدَّثنا ابن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان آزر عمّ إبراهيم عليه السلام منجّما لنمرود ، وكان لا يصدر إلاّ عن رأيه ، فقال : لقد رأيت في ليلتي عجبا ، فقال : ماهو ؟ فقال : إنّ مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ، فحجبت الرجال عن النساء ، كان تارخ وقع على اُمّ إبراهيم فحملت ، فأرسل إلى القوابل لتنظر إلى النساء ، ولا يكون في البطن شيء إلاّ علمن به ، فنظرن إلى اُمّ إبراهيم ، وألزم اللّه ما في الرحم ، فقلن : ما نرى بها شيئا ، فلما وضعت ذهبت به إلى بعض الغيران ، فجعلته فيه ، وأرضعته وجعلت على باب الغار صخرة ، فجعل اللّه رزقه في إبهامه ، فجعل يمصّها فتشخب لبنا ، وجُعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ، فمكث ما شاء اللّه أن يمكث .
ثم اُخرِج إبراهيم من السرب ، فرأى الزهرة وقوما يعبدونها ، فقال : أهذا ـ على سبيل الانكار ـ ربي ؟ فلم يلبث أن طلع القمر وعبده قوم أيضا ، وقال عليه السلام أيضا على

1.كمال الدين وتمام النعمة ، ص۱۳۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۴۱ ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح۳۰ ) .


مسند ابي بصير ج1
184

النضر بن سويد ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال : ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو جُعلت فداك ! قال : الشيعة ، قيل : إن الناس يعيروننا بذلك ، قال : أما تسمع قول اللّه : « وَ إِنَّ مِن شِيعَتِهِى لاَءِبْرَ هِيمَ »۱ ، وقوله : « فَاسْتَغَـثَهُ الَّذِى مِن شِيعَتِهِى عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ »۲ فليهنئكم الاسم . ۳

۲۲.كمال الدين :حدَّثنا أبي ومحمّد بن الحسن ـ رضي اللّه عنهما ـ قالا : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : كان أبو إبراهيم منجّما لنمرود بن كنعان ، وكان نمرود لا يصدر إلاّ عن رأيه ، فنظر في النجوم ليلة من الليالي ، فأصبح فقال : لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا ! فقال له نمرود : وما هو ؟
فقال : رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه فيكون هلاكنا على يديه ، ولا يلبث إلاّ قليلاً حتى يُحمل به ! فعجب من ذلك نمرود وقال له : هل حملت به النساء ؟ فقال : لا ، وكان فيما اُوتي به من العلم أ نّه سيُحرق بالنار ، ولم يكن اُوتي أنّ اللّه تعالى سينجيه ، قال : فحجب النساء عن الرجال ، فلم يترك امرأة إلاّ جُعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال .
قال : ووقع أبو إبراهيم امرأته فحملت به ، وظنّ أ نّه صاحبه ، فأرسل إلى النساء من القوابل لا يكون في البطن شيء إلاّ علمن به ، فنظرن إلى اُمّ إبراهيم فألزم اللّه ـ تبارك وتعالى ذكره ـ مافي الرحم الظهر ، فقلن : مانرى شيئا في بطنها ، فلما وضعت اُمّ إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود ، فقالت له امرأته : لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله ، دعني أذهب به إلى بعض الغيران ۴ أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ، لا يكون أنت تقتل ابنك ، فقال لها : فاذهبي به ، فذهبت به إلى غار ، ثم أرضعته ، ثم جعلت على باب الغار صخرة ، ثم انصرفت عنه فجعل اللّه عز و جل رزقه في إبهامه ، فجعل يمصّها فيشرب لبنا ، وجعل يشبّ في اليوم

1.سورة الصافات ( ۳۷ ) ، الآية ۸۳ .

2.سورة القصص ( ۲۸ ) ، الآية ۱۵ .

3.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۲ ، ص۲۲۳ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۲۹ ( كتاب النبوّة ، باب قصص ولادة إبراهيم عليه السلامإلى كسره الأصنام ، ح۵ ) .

4.الغيران : جمع الغار وهو الكهف .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 43736
صفحه از 610
پرینت  ارسال به