ذا القرنين بعثه اللّه تعالى إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن ، فأماته اللّه خمسمئة عام ، ثم بعثه اللّه إليهم بعد ذلك فضربوه على قرنه الأيسر ، فأماته اللّه خمسمئة عام ، ثم بعثه إليهم بعد ذلك فملّكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب فهو قوله : « حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِى عَيْنٍ حَمِئَةٍ »۱ قال : في النار ، فجعل ذوالقرنين بينهم بابا من نحاس وحديد وزفت وقطران ، فحال بينهم وبين الخروج .
ثم قال أبو عبداللّه عليه السلام : ليس منهم رجل يموت حتّى يولد له من صلبه ألف ذكر ، ثم قال : هم أكثر خلق خُلقوا بعد الملائكة . ۲
۳۶.قصص الأنبياء :أخبرنا الأديب أبو عبداللّه الحسين المؤدب القمّي : حدَّثنا جعفر الدوريستي : حدَّثنا أبي عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه : حدَّثنا سعد بن عبداللّه بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ـ صلوات اللّه عليه ـ قال : إن ذا القرنين لم يكن نبيا لكنه كان عبدا صالحا ، أحبّ اللّه فأحبّه اللّه وناصح اللّه فناصحه اللّه ، أمر قومه بتقوى اللّه فضربوه على قرنه الآخر ، فغاب عنهم زمانا ، ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه . وفيكم من هو على سنّته ، وأ نّه خيّر السحاب الصعب والسحاب الذلول ، فاختار الذلول ، فركب الذلول ، وكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرسل . ۳
۳۷.تفسير العيّاشي :عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه : « لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا * كَذَ لِكَ »۴ قال : لم يعلموا صنعة البيوت . ۵
1. إلى قوله : « عَذَابًا نُّكْرًا ». سورة الكهف (۱۸) ، الآيات ۸۶ ـ ۸۷ .
2.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۲ ص۴۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۱۷۷ ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح۴ ) .
3.قصص الأنبياء ، الراوندي ، ص۱۲۳ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۱۹۴ ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح۱۷ ) .
4.سورة الكهف ( ۱۸ ) ، الآيات ۹۰ ـ ۹۱ .
5.تفسير العيّاشي ، ج۲ ، ص۳۵۰ ( ح۸۴ ) ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۲۰۶ ( كتاب النبوّة ، باب قصص ذي القرنين ، ح۳۲ ) .