۵۲.علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن يحيى البصري ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أباالحسن الماضي عليه السلام ، عن بلية أيوب الّتي ابتُلي بها في الدنيا لأية علّة كانت ؟ قال : لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا فأدّى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يُحجب إبليس دون العرش ، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيوب ، حسده إبليس فقال : يارب ، إنّ أيوّبَ لم يؤدِ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا ، قال : فقيل له : إ نّي قد سلّطتك على ماله وولده . قال : فانحدر إبليس فلم يبقَ له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه ، فلمّا رأى إبليس أ نّه لا يصل إلى شيء من أمره قال : يارب ، إنّ أيّوب يعلم أنك ستردّ عليه دنياه الّتي أخذتها منه،فسلّطني على بدنه. قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه . قال : فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربّ عز و جل فتحول بينه وبين أيوب ، فلما اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه فقالوا له : يا أيوب ، مانعلم أحدا اُبتلي بمثل هذه البلية إلاّ لسريرة سوء ، فلعلّك أسررت سوءً في الّذي تبدي لنا . قال : فعند ذلك ناجى أيوب ربّه عز و جل فقال : رب ، ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدّيت بحجتي . قال : فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق ، فقال : يا أيوب ، أدل بحجّتك . قال : فشدَّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه فقال : ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ ألزمت اخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ۱ . قال : فقيل له : يا أيوب ، من حبَّب إليك الطاعة ؟ قال : فأخذ كفا من تراب ، فوضعه في فيه ثم قال : أنت ياربّ . ۲
۵۳.الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، ۳ عن يحيى بن عمران ، عن هارون بن
1.من قوله : « فلو أن لي . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .
2.علل الشرائع ، ج۱ ، ص۷۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۳۴۵ ( باب قصص أيوب عليه السلام ، ح۵ ) .
3.لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .