211
مسند ابي بصير ج1

۵۲.علل الشرائع :حدَّثنا أبي رضى الله عنه قال : حدَّثنا سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عن أبيه ، عن عبداللّه بن يحيى البصري ، عن عبداللّه بن مسكان ، عن أبي بصير قال : سألت أباالحسن الماضي عليه السلام ، عن بلية أيوب الّتي ابتُلي بها في الدنيا لأية علّة كانت ؟ قال : لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا فأدّى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يُحجب إبليس دون العرش ، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيوب ، حسده إبليس فقال : يارب ، إنّ أيوّبَ لم يؤدِ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبدا ، قال : فقيل له : إ نّي قد سلّطتك على ماله وولده . قال : فانحدر إبليس فلم يبقَ له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه ، فلمّا رأى إبليس أ نّه لا يصل إلى شيء من أمره قال : يارب ، إنّ أيّوب يعلم أنك ستردّ عليه دنياه الّتي أخذتها منه،فسلّطني على بدنه. قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه . قال : فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربّ عز و جل فتحول بينه وبين أيوب ، فلما اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه فقالوا له : يا أيوب ، مانعلم أحدا اُبتلي بمثل هذه البلية إلاّ لسريرة سوء ، فلعلّك أسررت سوءً في الّذي تبدي لنا . قال : فعند ذلك ناجى أيوب ربّه عز و جل فقال : رب ، ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ لزمت أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدّيت بحجتي . قال : فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق ، فقال : يا أيوب ، أدل بحجّتك . قال : فشدَّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه فقال : ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أ نّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ ألزمت اخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلةً من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ۱ . قال : فقيل له : يا أيوب ، من حبَّب إليك الطاعة ؟ قال : فأخذ كفا من تراب ، فوضعه في فيه ثم قال : أنت ياربّ . ۲

۵۳.الكافي :محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، ۳ عن يحيى بن عمران ، عن هارون بن

1.من قوله : « فلو أن لي . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .

2.علل الشرائع ، ج۱ ، ص۷۶ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۳۴۵ ( باب قصص أيوب عليه السلام ، ح۵ ) .

3.لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .


مسند ابي بصير ج1
210

الماء ، فعاد أحسن ما كان وأطرأ ، وأنبت اللّه عليه روضة خضراء ، وردّ عليه أهله وماله وولده وزرعه ، وقعد معه المَلك يحدّثه ويؤنسه ، فأقبلت امرأته ومعها الكسر ، فلمّا انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغيّر ، وإذا رجلان جالسان ، فبكت وصاحت وقالت : يا أيّوب مادهاك ؟ فناداها أيّوب فأقبلت ، فلمّا رأته وقد ردّ اللّه عليه بدنه ونعمته سجدت للّه شكرا ، فرأى ذوابتها مقطوعة ـ وذلك أ نها سألت قوما أن يعطوها ماتحمله إلى أيّوب من الطعام ، وكانت حسنة الذوائب ، فقالوا لها : تبيعينا ذوائبك هذه حتّى نعطيكِ ، فقطّعتها ودفعتها إليهم ، وأخذت منهم طعاما لأيّوب ـ فلمّا رآها مقطوعة الشعر غضب وحلف عليها أن يضربها مئة سوط ، فأخبرته أ نّه كان سببه كيت وكيت ، فاغتم أيّوب من ذلك ، فأوحى اللّه إليه : « وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا۱فَاضْرِبْ بِّهِى وَ لاَ تَحْنَثْ »۲ فأخذ مئة شمراخ ۳ فضربها ضربة واحدة ، فخرج من يمينه .
ثمّ قال : « وَ وَهَبْنَا لَهُو أَهْلَهُو وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَ ذِكْرَى لِأُوْلِى الْأَلْبَـبِ »۴ قال : فردّ اللّه عليه أهله الّذين ماتوا قبل البلاء ، وردّ عليه أهله الّذين ماتوا بعدما أصابه البلاء كلّهم أحياهم اللّه تعالى له فعاشوا معه .
وسُئل أيّوب بعد ماعافاه اللّه : أيّ شيء كان أشدّ عليك ممّا مرَّ عليك ؟
قال : شماتة الأعداء .
قال : فأمطر اللّه عليه في داره فراش الذهب ، وكان يجمعه فإذا ذهب الريح منه بشيء عدا خلفه فردّه ، فقال له جبرئيل : أما تشبع يا أيوب ؟ !
قال : ومن يشبع من رزق ربّه ! ۵

1.الضغث ـ بالكسر ـ : الحزمة الصغيرة من الحشيش وغيره .

2.سورة ص ( ۳۸ ) ، الآية ۴۴ .

3.الشِّمْرَاخُ : غصن دقيق رخصٌ ينبت في أعلى الغصن الغليظ .

4.أيضا ، الآية ۴۳ .

5.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۲ ، ص۲۳۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۲ ، ص۳۴۱ ( كتاب النبوّة ، باب قصص أيوب عليه السلام ، ح۳ ) .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 42897
صفحه از 610
پرینت  ارسال به