حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح وما كان عنده من آيات النبوّة وأودعه يوشع وصيّه، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفّوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وشرف مادام التابوت عندهم ، فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفّوا بالتابوت رفعه اللّه عنهم ، فلمّا سألوا النبي ، وبعث اللّه طالوت عليهم يقاتل معهم ، ردّ اللّه عليهم التابوت كما قال اللّه : « إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِى أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَـرُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَـلـءِكَةُ » .
قال : « البقية » ذريّة الأنبياء ۱ ، وقوله : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ » ، فإنّ التابوت كان يوضع بين يدي العدوّ وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان . ۲
۷۳.معاني الأخبار :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله عز و جل : « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ »۳ ، قال : كان القليل ستّين ألفا . ۴
۷۴.قصص الأنبياء :أبي رحمه الله ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاّد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان لسليمان العطر ، وفرض النكاح في حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت طروقة منهنّ سبعمئة أمة قبطية وثلاثمئة حرّة مهيرة ، فأعطاه اللّه تعالى قوة أربعين رجلاً في مباضعة النساء ، وكان يطوف بهنّ جمعيا ويسعفهنّ ، قال : وكان سليمان عليه السلاميأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم ؟ قالوا : ما لنا طاقة بما نحن فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا ، قالوا : نعم ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ما قال
1.من عبارة : « كما قال اللّه . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .
2.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۱ ، ص۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۳ ، ص۴۳۸ ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلاموطالوت وجالوت ، ح۴ ) .
3.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآية ۲۴۶ .
4.معاني الأخبار ، ص۱۵۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۳ ، ص۴۴۳ ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلام وطالوت وجالوت ، ح۶ ) .