225
مسند ابي بصير ج1

حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح وما كان عنده من آيات النبوّة وأودعه يوشع وصيّه، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفّوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وشرف مادام التابوت عندهم ، فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفّوا بالتابوت رفعه اللّه عنهم ، فلمّا سألوا النبي ، وبعث اللّه طالوت عليهم يقاتل معهم ، ردّ اللّه عليهم التابوت كما قال اللّه : « إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِى أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَـرُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَـلـءِكَةُ » .
قال : « البقية » ذريّة الأنبياء ۱ ، وقوله : « فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ » ، فإنّ التابوت كان يوضع بين يدي العدوّ وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الإنسان . ۲

۷۳.معاني الأخبار :أبي رحمه الله قال : حدَّثنا عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلامفي قوله عز و جل : « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ »۳ ، قال : كان القليل ستّين ألفا . ۴

۷۴.قصص الأنبياء :أبي رحمه الله ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاّد ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان لسليمان العطر ، وفرض النكاح في حصن بناه الشياطين له فيه ألف بيت في كل بيت طروقة منهنّ سبعمئة أمة قبطية وثلاثمئة حرّة مهيرة ، فأعطاه اللّه تعالى قوة أربعين رجلاً في مباضعة النساء ، وكان يطوف بهنّ جمعيا ويسعفهنّ ، قال : وكان سليمان عليه السلاميأمر الشياطين فتحمل له الحجارة من موضع إلى موضع ، فقال لهم إبليس : كيف أنتم ؟ قالوا : ما لنا طاقة بما نحن فيه ، فقال إبليس : أليس تذهبون بالحجارة وترجعون فراغا ، قالوا : نعم ، قال : فأنتم في راحة ، فأبلغت الريح سليمان ما قال

1.من عبارة : « كما قال اللّه . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .

2.تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ، ج۱ ، ص۸۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۳ ، ص۴۳۸ ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلاموطالوت وجالوت ، ح۴ ) .

3.سورة البقرة ( ۲ ) ، الآية ۲۴۶ .

4.معاني الأخبار ، ص۱۵۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۳ ، ص۴۴۳ ( كتاب النبوّة ، باب قصة اشمويل عليه السلام وطالوت وجالوت ، ح۶ ) .


مسند ابي بصير ج1
224

بعد موسى عملوا المعاصي ، وغيّروا دين اللّه ، وعتوا عن أمر ربهم ، وكان فيهم نبىّ يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه ـ وروي أ نّه إرميا النبي ـ ، فسلّط اللّه عليهم جالوت ـ وهو من القبط ـ فأذلّهم وقتل رجالهم ، وأخرجهم من ديارهم وأموالهم ، واستعبد نساءهم ، ففزعوا إلى نبيهم وقالوا : سل اللّه أن يبعث لنا ملكا ، نقاتل في سبيل اللّه ، وكانت النبوّة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر ، لم يجمع اللّه لهم الملك والنبوّة في بيت واحد ، فمن ذلك قالوا : « ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَـتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ »۱ وكان كما قال اللّه ـ تبارك وتعالى ـ : « فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ». سورة البقرة (۲) ، الآية ۲۴۶ . ، فقال « لَهُمْ نَبِيُّهُمْ۲إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا »۳ فغضبوا من ذلك و « قَالُواْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ »۴ وكان أعظمهم جسما ، وكان شجاعا قويا ، وكان أعلمهم إلاّ أ نّه كان فقيرا ، فعابوه بالفقر فقالوا : « لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ». سورة البقرة ( ۲ ) الآية ۲۴۷ . فقال « لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءَايَةَ مُلْكِهِى أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَى وَءَالُ هَـرُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَـلـءِكَةُ »۵ ، وكان التابوت الّذي أنزله اللّه على موسى ، فوضعته فيه اُمّه وألقته في اليمّ ، فكان في بني إسرائيل معظما يتبرّكون به ، فلمّا

1. ، فقال لهم نبيهم : « هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَـتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نُقَـتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَـرِنَا وَأَبْنَآلـءِنَا »

2.من آية « هل عسيتم . . . » إلى هنا لم يوجد في المصدر ، أوردناه من البحار .

3.سورة البقرة ( ۲ ) الآية ۲۴۷ .

4. ، وكانت النبوّة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف ، وكان طالوت من ولد بنيامين أخو يوسف لاُمّه ، لم يكن من بيت النبوّة ولا من بيت المملكة ، فقال لهم نبيّهم : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَـلـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُو بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُو مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ »

5.أيضا ، الآية ۲۴۸ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 42365
صفحه از 610
پرینت  ارسال به