239
مسند ابي بصير ج1

ياعيسى ، إنّ المُلكَ لي وبيدي وأنا المَلكُ فإن تطعني أدخلتك جنّتي في جوار الصالحين .
ياعيسى ، إنّي إذا غضبت عليك لم ينفعك رضى من رضي عنك ، وإن رضيت عنك لم يضرُّك غضب المغضبين .
ياعيسى ، اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملائك أذكرك في ملاء خير من ملاء الآدميين .
ياعيسى ، ادعني دعاء الغريق الحزين الّذي ليس له مغيث .
ياعيسى ، لا تحلف بي كاذبا فيهتزّ عرشي غضبا ، الدنيا قصيرة العمر طويلة الأمل وعندي دار خير ممّا تجمعون .
ياعيسى ، كيف أنتم صانعون إذا أخرجت لكم كتابا ينطق بالحق ؟ وأنتم تشهدون بسرائر قد كتمتموها وأعمال كنتم بها عاملين .
ياعيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل غسلتم وجوهكم ودنّستم قلوبكم ، أبي تغترّون ؟ ! أم عليَّ تجترئون ، تطيبون بالطيب لأهل الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة كأنكم أقوام ميّتون .
ياعيسى ، قل لهم : قلّموا أظفاركم من كسب الحرام ، وأصمّوا أسماعكم عن ذكر الخنا ، وأقبلوا عليّ بقلوبكم فإنّي لست اُريد صوركم .
يا عيسى ، افرح بالحسنة فإنّها لي رضى ، وابك على السيّئة فإنها شين ، وما لا تحبّ أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك ، وإن لُطم خدّك الأيمن فأعطه الأيسر ، وتقرّب إليّ بالمودّة جهدك وأعرض عن الجاهلين .
ياعيسى ، ذلّ لأهل الحسنة وشاركهم فيها وكن عليهم شهيدا ، وقل لظلمة بني إسرائيل : ياأخدان السوء والجلساء عليه إن لم تنتهوا أمسخكم قردة وخنازير .
ياعيسى ، قل لظلمة بني إسرائيل : الحكمة تبكي فرقا منّي وأنتم بالضحك تهجرون ، أتتكم براءتي أم لديكم أمانٌ من عذابي أم تعرَّضون لعقوبتي ، فبي حلفتُ


مسند ابي بصير ج1
238

ياعيسى ، أفضِ بالحسنات إليَّ حتّى يكون لك ذكرها عندي ، وتمسّك بوصيّتي بأنّ فيها شفاءا للقلوب .
ياعيسى ، لا تأمن إذا مكرتُ مكري ، ولا تنسى عند خلوات الدنيا ذكري .
ياعيسى ، حاسب نفسك بالرجوع إليَّ حتّى تتنجّز ثواب ما عمله العاملون اُولئك يؤتون أجرهم وأنا خير المؤتين .
ياعيسى ، كنت خلقا بكلامي ، ولدتك مريم بأمري المرسل إليها ، روحي جبرئيل الأمين من ملائكتي ، حتّى قمت على الأرض حيّا تمشي ، كلُّ ذلك في سابق علمي .
ياعيسى ، زكريّا بمنزلة أبيكَ وكفيل اُمّك إذ يدخل عليها المحراب ، فيجد عندها رزقا ، ونظيرك يحيى من خلقي ، وهبته لاُمّه بعد الكبر من غير قوّة بها ، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني ويظهر فيك قدرتي ، أحبّكم إليَّ أطوعكم لي وأشدُّكم خوفا منّي .
ياعيسى ، تيقّظ ولا تيأس من روحي ، وسبّحني مع من يسبّحني ، وبطيّب الكلام فقدّسني .
ياعيسى ، كيف يكفر العباد بي ونواصيهم في قبضتي ، وتقلّبهم في أرضي ، يجهلون نعمتي ، ويتولّون عدوّي ، وكذلك يهلك الكافرون .
ياعيسى ، إنّ الدنيا سجن منتن الريح ، وحسن فيها ما قد ترى ممّا قد تذابح عليه الجبّارون ، وإيّاك والدنيا فكل نعيمها يزول ، وما نعيمها إلاّ قليل .
ياعيسى ، ابغني عند وسادك تجدني ، وادعني وأنت لي محبّ فإني أسمع السامعين ، أستجيبُ للداعين إذا دعوني .
ياعيسى ، خفني وخوّف بي عبادي ، لعلّ المذنبين أن يمسكوا عمّا هم عاملون به ، فلا يهلكوا إلاّ وهم يعلمون .
ياعيسى ، ارهبني رهبتك من السبع والموت الّذي أنت لاقيه ، فكلّ هذا أنا خلقته فإيّاي فارهبون .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 42052
صفحه از 610
پرینت  ارسال به