241
مسند ابي بصير ج1

عمّا يراد به ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، له الشفاعة وعلى اُمّته تقوم الساعة ؛ ويدي فوق أيديهم ، فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه أوفيت له بالجنّة ، فمرْ ظلمة بني إسرائيل ألا يدرسوا كتبه ، ولا يحرفوا سنته ، وأن يقرؤوه السلام فإن له في المقام شأنا من الشأن .
ياعيسى ، كلّما يقرّبك منّي فقد دللتك عليه ، وكلّما يباعدك منّي فقد نهيتك عنه فارتد لنفسك .
ياعيسى ، إنّ الدنيا حلوة ، وإنّما استعملتك فيها فجانب منها ما حذّرتك ، وخذ منها ما أعطيتك عفوا .
ياعيسى ، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطى ء ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الربّ ، كن فيها زاهدا ولا ترغب فيها فتعطب .
ياعيسى ، اعقلْ وتفكّر ، وانظر في نواحي الأرض كيف كان عاقبة الظالمين .
ياعيسى ، كلّ وصفي لك نصيحة ، وكلّ قولي لك حقّ ، وأنا الحقّ المبين ، فحقّا أقول : لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك ، مالك من دوني وليٌّ ولا نصير .
ياعيسى ، أذلّ قلبك بالخشية ، وانظر إلى من هو أسفل منك ولا تنظر إلى من هو فوقك ، واعلم أنّ رأس كلّ خطيئة وذنب هو حبّ الدنيا فلا تحبّها فإنّي لا اُحبّها .
ياعيسى ، أَطب لي قلبكَ ، وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصبص إلىَّ ، كن في ذلك حيّا ولا تكن ميّتا .
ياعيسى ، لا تشرك بي شيئا وكن منّي على حذر ، ولا تغتر بالصحة وتغبط نفسك ، فإنّ الدنيا كفيئ زائل ، وما أقبل منها كما أدبر ، فنافس في الصالحات جهدك ، وكن مع الحقّ حيثما كان وإن قُطعت وأُحرقت بالنار ، فلا تكفر بي بعد المعرفة ، فلا تكوننَّ من الجاهلين ، فإن الشيء يكون مع الشيء .
ياعيسى ، صبّ لي الدموع من عينيك واخشع لي بقلبك .
ياعيسى ، استغث بي في حالات الشدّة فإنّي أُغيث المكروبين وأُجيب


مسند ابي بصير ج1
240

لأتركنّكم مثلاً للغابرين .
ثمّ أُوصيك يابن مريم البكر البتول بسيد المرسلين وحبيبي ، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر ، والوجه الأقمر المشرق بالنور ؛ الطاهر القلب ، الشديد البأس ، الحيي المتكرّم ، فإنّه رحمةً للعالمين ، وسيّد ولد آدم يوم يلقاني ، أكرم السابقين عليَّ وأقرب المرسلين منّي ؛ العربي الأمين ، الديّان بديني ، الصابر في ذاتي ، المجاهد المشركينَ بيده عن ديني ، أن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يصدّقوا به ، وأن يؤمنوا به ، وأن يتّبعوه ، وأن ينصروه .
قال عيسى عليه السلام : إلهي من هو حتّى أرضيه ؟ فلَكَ الرضا قال : هو محمّد رسول اللّه إلى الناس كافّة ، أقربهم منّي منزلةً وأحضرهم شفاعةً ، طوبى له من نبيّ وطوبى لاُمّته إن هم لقوني على سبيله ، يحمده أهل الأرض ، ويستغفر له أهل السماء ، أمينُ ميمون ، طيّب مطيّب ، خير الباقين عندي ، يكون في آخر الزمان ، إذا خرج أرخت السماء عزاليها ، وأخرجت الأرض زهرتها حتّى يروا البركة ، وأُبارك لهم فيما وضع يده عليه ، كثير الأزواج ، قليل الأولاد ، يسكن بكّة موضع أساس إبراهيم .
ياعيسى ، دينه الحنيفيّة وقبلته يمانيّة ، وهو من حزبي وأنا معه ، فطوبي له ثمّ طوبى له ، له الكوثر والمقام الأكبر في جنّات عدن يعيش أكرم من عاش ، ويقبض شهيدا ، له حوض أكبر من بكّة إلى مطلع الشمس من رحيق مختوم ، فيه آنية مثل نجوم السماء ، وأكواب مثل مدر الأرض عذب فيه من كل شراب وطعم كلّ ثمار في الجنّة ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، وذلك من قسمي له وتفضيلي إيّاه على فترةٍ بينك وبينه ، يوافق سرّه علانيته وقوله فعله ، لا يأمر الناس إلاّ بما يبدأهم به ، دينه الجهاد في عسر ويسر ، تنقاد له البلاد ، ويخضع له صاحب الروم على دين إبراهيم ، يسمّي عند الطعام ، ويفشي السلام ويصلّي والناس نيام ، له كلّ يوم خمس صلوات متواليات ، ينادي إلى الصلاة كنداء الجيش بالشعار ، ويفتتح بالتكبير ويختتم بالتسليم ، ويصفّ قدميه في الصلاة كما تصفّ الملائكة أقدامها ، ويخشع لي قلبه ورأسه ، النور في صدره ، والحقّ على لسانه ، وهو على الحق حيثما كان ، أصله يتيم ضالٌّ برهة من زمانه

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 41961
صفحه از 610
پرینت  ارسال به