377
مسند ابي بصير ج1

ياعليّ ، أهل مودَّتك كلُّ أوّاب حفيظ وكلُّ ذي طمر ، لو أقسم على اللّه لبرَّ قسمه .
ياعليّ ، إخوانك كلُّ طاهر وزكي ۱ مجتهد ، يحبّ فيك ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عنداللّه .
ياعليّ ، محبّوك جيران اللّه في دار الفردوس ، لا يتأسّفون على ما خلّفوا من الدنيا .
ياعليّ ، أنا ولي لمن واليت وأنا عدوٌّ لمن عاديت .
ياعليّ ، من أحبّك فقد أحبّني ومن أبغضك فقد أبغضني .
ياعليّ ، إخوانك الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية في وجوههم .
ياعليّ ، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض ، وعند الصراط إذا سُئل سائر الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا .
ياعليّ ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وحربي حرب اللّه ، مَن سالمك فقد سالم اللّه عز و جل .
ياعليّ ، بشِّر إخوانك بأنَّ اللّه قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا ورضوا بك وليّا .
ياعليّ ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين .
ياعليّ ، شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام للّه دين ، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها .
ياعليّ ، لك كنزٌ في الجنّة ، وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تُعرف بحزب اللّه .
ياعليّ ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة اللّه من خلقه .
ياعليّ ، أنا أوَّل من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثمَّ سائر الخلق .
ياعليّ ، أنت وشيعتك على الحوض تَسقون من أحببتم وتَمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش ، يفزع الناس ولا تُفزعون ، ويحزن

1.نسخة بدل : « طاو و زاك » .


مسند ابي بصير ج1
376

الحكيم ، سَلْهُ فإنّه يُنبِّئكَ ، فقال الرجل لسلمان : يا عبداللّه ، أليس زعمتَ أ نّك تصوم الدهر ؟ فقال : نعم ، فقال : رأيتك في أكثر نهارك تأكل ! فقال : ليس حيث تذهب ، إنّي أصوم الثلاثة فى الشهر ، وقال اللّه عز و جل : « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُو عَشْرُ أَمْثَالِهَا »۱ وأَصِلُ شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر ، فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال : نعم ، فقال : أنك أكثر لَيلِكَ نائم ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعت حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلميقول : « من باتَ على طُهْر فكأ نّما أحيا الليل » ، فأنا أبيت على طُهر ، فقال : أليس زعمت أ نّك تختم القرآن في كلّ يوم ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر أيامك صامت ! فقال : ليس حيث تذهب ، ولكنّي سمعتُ حبيبي رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول لعليّ عليه السلام : « يا أبا الحسن ، مَثلُكَ في اُمّتي مَثلُ « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » ، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان ، والّذي بعثني بالحق يا عليّ ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عُذّب أحد بالنار » ، وأنا أقرأ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » في كلّ يوم ثلاث مرّات . فقام فكأ نّه قد اُلقم حَجَرا . ۲

۴۶.فضائل الشيعة :الصدوق رحمه الله قال : حدَّثني سعد بن عبداللّه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام ۳ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : ياعليّ ، إنَّ اللّه وهبك حبَّ المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق عليك ، وويلٌ لمن أبغضك وكذّب عليك .
ياعليّ ، أنت العالم بهذه الاُمّة ، من أحبّك فاز ومن أبغضك هلك .
ياعليّ ، أنا المدينة وأنت بابها ، فهل تؤتي المدينة إلاّ من بابها ؟

1.سورة الأنعام ( ۶ ) ، الآية ۱۶۰ .

2.معاني الأخبار ، ص۲۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۳۹ ، ص۲۷۰ ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب إنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق ، ح۴۶ ) .

3.« عن آبائه عن أمير المؤمنين » أوردناها من البحار .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27728
صفحه از 610
پرینت  ارسال به