379
مسند ابي بصير ج1

عدوُّهم ، فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة من اللّه تغشاهم فليجتنبوا الدنس .
ياعليّ ، اشتدَّ غضبُ اللّه على من قلاهم وبرئ منك ومنهم ، واستبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوّك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ، ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا .
ياعليّ ، اقرأهم منّي السلام من لم أرَ ولم يرني ، وأعلمهم أنهم إخواني الّذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علْمي إلى من يبلغ القرون من بعدي ، وليتمسّكوا بحبل اللّه وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فإنّا لانخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أنّ اللّه عنهم راضٍ ، وأ نّه يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في كلّ جمعة برحمته ، ويأمر الملائكة أن يستغفروا لهم .
ياعليّ ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني اُحبّك فأحبّوك لحبّي إيّاك ، ودانوا اللّه عز و جل بذلك ، وأعطوك صفو المودّة من قلوبهم ، واختاروك على الآباء والاخوة والأولاد ، وسلكوا طريقك وقد حُملوا على المكاره فينا فأبوا إلاّ نصرنا ، وبذلوا المهج فينا مع الأذى وسوء القول وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم رحيما واقنع بهم ، فإنّ اللّه اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق ، وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرَّنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقّنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسّكين بحبلنا ، لايؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم وميل الشيطان بالمكاره عليهم ، أيّدهم اللّه وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في غمرة الضلالة متحيّرون في الأهواء ، عموا عن المحجّة وما جاء من عند اللّه ، فهم يمسون ويصبحون في سخط اللّه ، وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة ، لايستأنسون إلى من خالفهم ، ليست الدنيا منهم وليسوا منها ، اُولئك مصابيح الدُجى ، اُولئك مصابيح الدجى ، اُولئك مصابيح الدجى . ۱

1.فضائل الشيعة ، الصدوق ، ص۱۳ ؛ بحار الأنوار ، ج۳۹ ، ص۳۰۷ ( تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام ، باب أنّ حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق ، ح۱۲۲ ) .


مسند ابي بصير ج1
378

الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : « إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَـلـءِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَ هُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَــلِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّـلـهُمُ الْمَلَـلـءِكَةُ هَـذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ » .۱
ياعليّ ، أنت وشيعتك تُطلبون في الموقف ، وأنتم في الجنان تتنعّمون .
ياعليّ ، إنَّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم ، وإنَّ حملة العرش والملائكة المقرَّبون ليخصّونكم بالدعاء ، ويسألون اللّه بمحبّتكم ، ويفرحون لمن قدم عليهم منهم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة .
ياعليّ ، شيعتك الّذين يخافون اللّه في السرّ وينصحونه في العلانية .
ياعليّ ، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات ؛ لأ نّهم يلقون اللّه وما عليهم من ذنب .
ياعليّ ، إنَّ أعمال شيعتك تعرض عليَّ كلَّ يوم جمعة ، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم ، وأستغفر لسيّئاتهم .
ياعليّ ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكلّ خير ، وكذلك في الإنجيل ، فاسأل أهل الإنجيل وأهل الكتاب يخبروك عن « إليا » مع علمك بالتوراة والإنجيل ، وما أعطاك اللّه عز و جل من علم الكتاب ، وإنَّ أهل الإنجيل ليتعاظمون « إليا » وما يعرفون شيعته ، وإنّما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم .
ياعليّ ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهادا .
ياعليّ ، أرواح شيعتك تصعد إلى السماء في رقادهم ، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقا إليهم ، ولما يرون من منزلتهم عند اللّه عز و جل .
ياعليّ ، قل لأصحابك العارفين بك يتنزَّهون عن الأعمال الّتي تعرفها يقارفها

1.سورة الأنبياء ( ۲۱ ) ، الآيات ۱۰۱ ـ ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 27710
صفحه از 610
پرینت  ارسال به