سهل بن حنيف خمسا وعشرين تكبيرة . قال : كبّر خمسا خمسا كلّما أدركه الناس قالوا : ياأمير المؤمنين ، لم ندرك الصلاة على سهل ، فيضعه فيكبّر عليه خمسا حتّى انتهى إلى قبره خمس مرّات . ۱
  ۶۲.قصص الأنبياء :عن ابن بابويه : حدَّثنا أحمد بن علي ، عن أبيه ، عن جدّه إبراهيم بن هشام ، عن عليّ بن معبد ، عن عليّ بن عبدالعزيز ، عن يحيى بن بشير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه ـ صلوات اللّه عليه ـ ، قال : بعث هشام بن عبدالملك إلى أبي عليه السلام ، فأشخصه إلى الشام ، فلمّا دخل عليه قال له : يا أبا جعفر ، إنّما بُعثت إليك لأسألك عن مسألة لم يصلح أن يسألك عنها غيري ، ولا ينبغي أن يعرف هذه المسألة إلاّ رجل واحد ، فقال له أبي : يسألني أمير المؤمنين عمّا أحبّ ، فان علمت أجبتهُ ، وإن لم أعلم قلت : لا أدري ، وكان الصدق أولى بي . 
 فقال هشام : أخبرني عن الليلة الّتي قُتل فيها عليّ بن أبي طالب ، بما استدلّ الغائب عن المصر الّذي قتل فيه على ذلك ؟ وما كانت العلامة فيه للنّاس ؟ وأخبرني هل كانت لغيره في قتله عبرة ؟ فقال له أبي : إنّه لمّا كانت الليلة الّتي قتل فيها عليّ ـ صلوات اللّه عليه ـ لم يرفع عن وجه الأرض حجرٌ إلاّ وجد تحته دم عبيط حتّى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة الّتي فُقد فيها هارون أخو موسى عليهماالسلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قُتل فيها يوشع بن نون ، وكذلك كانت الليلة الّتي رُفع فيها عيسى بن مريم عليهماالسلام ، وكذلك كانت الليلة الّتي قتل فيها الحسين صلوات اللّه عليه . 
 فتربّد وجه هشام ، وامتقع لونه ، وهمّ أن يبطش بأبي فقال له أبي : ياأمير المؤمنين ، الواجب على الناس الطاعة لإمامهم والصدق له بالنصيحة ، وأنّ الّذي دعاني إلى ما أجبت به أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي بما يجب له من الطاعة ، فليحسن ظنّ أمير المؤمنين ، فقال له هشام : أعطني عهد اللّه وميثاقه ألا ترفع هذا الحديث إلى أحدٍ ما