اللامع في الظلماء ، فقال أبو بصير : صدقت يا مولاي ، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضجيج ، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا ، فقال أبو بصير في ذلك ، فقال عليه السلام : ما بخلنا عليك يا أبا بصير وإن كان اللّه تعالى ماظلمك ، وإنما خار لك وخشينا فتنة الناس بنا ، وإن يجهلوا فضل اللّه علينا ويجعلونا أربابا من دون اللّه ، ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته ولا نسأم من طاعته ونحن له مسلمون . ۱
۱۳.مناقب آل أبي طالب :عليّ بن أبي حمزة وأبو بصير قالا : كان لنا موعد على أبي جعفر عليه السلام ، فدخلنا عليه أنا وأبو ليلى فقال : يا سكينة ، هلمّي بالمصباح ، فأتت بالمصباح ، ثم قال : هلمّي بالسفط الّذي في موضع كذا وكذا ، قال : فأتته بسفط هندي أو سندي ، ففضّ خاتمه ثم أخرج منه صحيفة صفراء ، فقال علي : فأخذ يدرجها من أعلاها وينشرها من أسفلها حتّى إذا بلغ ثلثها أو ربعها نظر إليَّ فارتعدت فرائضي حتى خفت على نفسي ، فلمّا نظر إليَّ في تلك الحال وضع يده على صدري فقال : أبرأت أنت ؟ قلت : نعم ، جُعلت فداك ! قال : ليس عليك بأس ، ثم قال : ادنه ، فدنوتُ فقال لي : ماترى ؟ قلت : اسمي واسم أبي وأسماء أولادي لا أعرفهم ، فقال : ياعلي ، لولا أنّ لك عندي ما ليس لغيرك ما أطلعتك على هذا ، أما إنّهم سيزدادون على عدد ماههنا .
قال عليّ بن أبي حمزة : فمكثتُ واللّه بعد ذلك عشرين سنة ، ثم ولد لي الأولاد بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة . . . الخبر . ۲
۱۴.كشف الغمّة :عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر : كان فيما أوصى أبي إليَّ ـ إلى أن قال ـ : يا بني ، إذا أنا متُّ فلا يلي غسلي أحدٌ غيرك ، فإن الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، واعلم أنّ عبداللّه أخاك سيدعو إلى نفسه فدعه ، فإنّ عمره قصير ، فلمّا مضى أبي وغسّلته كما أمرني وادّعى عبداللّه الإمامة مكانه ، فكان كما قال أبي ، ومالبث عبداللّه