449
مسند ابي بصير ج1

أمير المؤمنين عليه السلامولا بولايتنا ، فكانوا ضالّين مضلّين ، فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّى يموتوا ، فيصيّرهم اللّه شرّا مكانا وأضعف جندا ، قلت : قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَ أَضْعَفُ جُندًا » 1 قال : أمّا قوله : « حَتَّى إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ » فهو خروج القائم وهو الساعة ، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من اللّه على يدي قائمه ، فذلك قوله : « مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا ( يعني عند القائم ) وَ أَضْعَفُ جُندًا » .
قلت : قوله : « وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْاْ هُدًى » 2 ؟ قال : يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتّباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه .
قلت : قوله : « لاَّ يَمْلِكُونَ الشَّفَـعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـنِ عَهْدًا » 3 ؟ قال : إلاّ من دان اللّه بولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده فهو العهد عند اللّه .
قلت : قوله : « إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدًّا » 4 ؟ قال : ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الّذي قال اللّه عز و جل .
قلت : « فَإِنَّمَا يَسَّرْنَـهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِى قَوْمًا لُّدًّا » 5 ؟ قال : إنّما يسّره اللّه على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما ، فبشّر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم الّذين ذكرهم اللّه في كتابه لُدّا أي كفارا .
قال : وسألته عن قول اللّه : « لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَـفِلُونَ » 6 ؟ قال : اتنذر القوم الّذين أنت فيهم كما اُنذر آباؤهم فهم غافلون عن اللّه وعن رسوله وعن وعيده « لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ( ممّن لا يقرُّون بولاية أمير المؤمنين عليه السلاموالأئمّة

1.سورة مريم (۱۹) ، الآية ۷۵ .

2.أيضا ، الآية ۷۶ .

3.أيضا ، الآية ۸۷ .

4.أيضا ، الآية ۹۶ .

5.أيضا ، الآية ۹۷ .

6.سورة يس ( ۳۶ ) ، الآية ۶ .


مسند ابي بصير ج1
448

ومتى ينزل تأويلها ؟ قال : حتى يقوم القائم إن شاء اللّه ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلاّ كره خروجه حتّى لو كان كافرٌ أو مشركٌ في بطن صخرة لقالت الصخرة : يا مؤمن ، في بطني كافر أو مشرك فاقتله ، قال : فيجيئه فيقتله . ۱

۹.الكافي :أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن الحسن بن علي ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلامقال : سألته عن قول اللّه عز و جل : « سَنُرِيهِمْ ءَايَـتِنَا فِى الْأَفَاقِ وَ فِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »۲ قال : يريهم في أنفسهم المسخ ، ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم ، فيرون قدرة اللّه عز و جل وفي أنفسهم وفي الآفاق ، قلت له : « حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ » قال : خروج القائم ، هو الحقّ من عند اللّه عز و جل ، يراه الخلق لابدّ منه . ۳

۱۰.محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن الحسن بن عبد الرحمن ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عز و جل :« وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَـتُنَا بَيِّنَـتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا »۴ قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا ، فقال الّذين كفروا من قريش للّذين آمنوا ـ الّذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت ـ : « أَىُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا » ، تعييرا منهم ، فقال اللّه ردّا عليهم : « وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ( من الاُمم السالفة ) هُمْ أَحْسَنُ أَثَـثًا وَرِءْيًا »۵ قلت : قوله : « مَن كَانَ فِى الضَّلَــلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـنُ مَدًّا »۶ قال : كلّهم كانوا في الضلالة لايؤمنون بولاية

1.تأويل الآيات ، ج۲ ، ص۶۸۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۵۱ ، ص۶۰ ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح۵۸ ) .

2.سورة فصلت ( ۴۱ ) ، الآية ۵۳ .

3.الكافي ، ج۸ ، ص۳۸۱ ( كتاب الروضة ، ح۵۷۵ ) ؛ بحار الأنوار ، ج۵۱ ، ص۶۲ ( تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام ، باب الآيات المؤوّلة بقيام القائم عليه السلام ، ح۶۳ ) .

4.سورة مريم ( ۱۹ ) ، الآية ۷۳ .

5.أيضا ، الآية ۷۴ .

6.أيضا ، الآية ۷۵ .

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج1
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 42854
صفحه از 610
پرینت  ارسال به