509
مسند ابي بصير ج2

قال: كذا وكذا.
قال: ففي أي يوم مات، ومَن غسَّله؟ ومَن كفَنه؟ وبما كفّنتموه؟ ومَن صلّى عليه؟ ومَن نزل قبره؟
فلمّا سأله عن جميع مايريد كبّر أمير المؤمنين عليه السلام، وكبّر الناس جميعا، فارتاب أُولئك الباقون ، ولم يشكّوا أن صاحبهم قد أقر عليهم وعلى نفسه ، فأمر أن يُغطى رأسه وينطلق به إلى السجن.
ثُمَّ دعا بآخر فأجلسه بين يديه ، وكشف عن وجهه، ثُمَّ قال : كلاّ، زعمتم إنّي لا أعلم ما صنعتم؟!
فقال : يا أمير المؤمنين ، ما أنا إلاّ واحد من القوم، ولقد كنت كارها لقتله ، فأقرَّ .
ثُمَّ دعا بواحد بعد واحد ، كلّهم يقر بالقتل وأخذ المال، ثُمَّ رد الّذي كان أمر به إلى السجن فأقر أيضا، فألزمهم المال والدم.
فقال شريح : يا أمير المؤمنين، وكيف حكم داوود النبيّ عليه السلام ؟
فقال: إن داوود النبيّ عليه السلام مرَّ بغلمة يلعبون وينادون بعضهم بـ «يامات الدين»، فيجيب منهم غلام، فدعاهم داوود عليه السلام فقال : يا غلام ما اسمك؟
قال : مات الدين.
فقال له داوود عليه السلام: مَن سماك بهذا الاسم؟
فقال: أُمي .
فانطلق داوود عليه السلام إلى اُمه ، فقال لها : يا أيتها المرأة ما اسم ابنك هذا؟
قالت : مات الدين.
فقال لها : ومَن سماه بهذا؟
قالت : أبوه.
قال : وكيف كان ذاك؟
قالت: إنّ أباه خرج في سفر له ومعه قوم، وهذا الصبي حَمل في بطني، فانصرف


مسند ابي بصير ج2
508

فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : واللّه ، لأحكمن فيهم بحكم ماحكم به خلق قبلي إلاّ داوود النبي عليه السلام، يا قنبر ادع لي شرطة الخميس، فدعاهم فوكّل بكل رجل منهم رجلاً من الشرطة، ثُمَّ نظر إلى وجوههم فقال : ماذا تقولون؟ تقولون إنّي لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى ، إنّي إذا لجاهل، ثُمَّ قال : فرقوهم، وغطوا رؤوسهم.
قال : ففرق بينهم، وأُقيم كل رجل منهم إلى إسطوانة من أساطين المسجد، ورؤوسهم مغطاة بثيابهم، ثُمَّ دعا بعبيد اللّه بن أبي رافع كاتبه فقال : هات صحيفة ودواة . وجلس أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء، وجلس الناس إليه ، فقال لهم : إذا أنا كبرتُ فكبروا . ثُمَّ قال للناس: اخرجوا . ثُمَّ دعا بواحد منهم فأجلسه بين يديه، وكشف عن وجهه ، ثُمَّ قال لعبيد اللّه بن أبي رافع: اكتب إقراره ومايقول . ثُمَّ أقبل عليه بالسؤال ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : في أي يوم خرجتم من منازلكم و أبو هذا الفتى معكم؟
فقال الرَّجل: في يوم كذا وكذا .
قال: وفي أي شهر ؟
قال : في شهر كذا وكذا.
قال: في أي سنة ؟
قال: في سنة كذا وكذا .
قال: وإلى أين بلغتم في سفركم حتّى مات أبو هذا الفتى؟
قال: إلى موضع كذا وكذا.
قال : وفي منزل مَن مات ؟
قال: في منزل فلان بن فلان.
قال: وما كان مرضه ؟
قال: كذا وكذا.
قال : وكم يوما مرض ؟

  • نام منبع :
    مسند ابي بصير ج2
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 36361
صفحه از 603
پرینت  ارسال به