بأنّي تركت كفنه أو أخذته، لآخذنّه ، فأتى قبره فنبشه ، فسمع صائحا يقول ويصيح به : «لا تفعل» . ففزع النبّاش من ذلك ، فتركه وترك ما كان عليه، وقال لولده: أي أب كنت لكم؟
قالوا : نِعمَ الأب كنت لنا.
قال: فإنّ لي إليكم حاجة .
قالوا: قل ما شئت فإنّا سنصير إليه إن شاء اللّه .
قال: فأحبُّ إذا أنا متّ أن تأخذوني فتحرقوني بالنار، فإذا صرت رمادا فدقّوني، ثُمَّ تعمدوا بي ريحا عاصفا فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر.
قالوا : «نفعل» . فلمّا مات فعل به بعض ولده ما أوصاهم به، فلمّا ذروه، قال اللّه ـ جل جلاله ـ للبرِّ: «إجمع ما فيك» . وقال للبحر: «إجمع ما فيك» . فإذا الرَّجل قائم بين يَدي اللّه ـ جلّ جلاله ـ فقال اللّه عز و جل : ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن يفعلوه بك؟
قال: حملني على ذلك وعزّتك خوفك.
فقال اللّه ـ جلّ جلاله ـ : فإنّي سأُرضي خصومك، وقد آمنت خوفك وغفرت لك . ۱